الاستبسال في تأصيل نظرية الاستهبال | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 8/15/2015
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

ضَحك النَّاس عَليَّ وغَرّروا بِي؛ حِينمَا زَعموا أنَّني كَاتِب وأَديب، فصَدّقت هَذه الضّحكة مِن بَعيدٍ وقَريب، واستطَال بي الجنُون فقُلت: «يَا وَاد يَا أَحمد؛ لِمَاذا لَا تَخترع نَظريّات، طَالما أنَّك لَست قَليلاً في البَلَد؟ كَما أنَّ الأمريكيين والبريطَانيين لَيسوا أَحْسَن منِّي في شَيء، لذَلك وَفّقني الله -أخيراً- إلَى إنتَاج نَظرية «الاستهبَال»..! وإذَا سَألتني عَن أبسَط تَعريف لتِلك النَظريّة -حَسب المقيَاس العَرفجي- فسأقُول: أنَّك إذَا رَأيتَ شَخصاً يَتحدَّث مَعك بغَير المَنطق، فخُذه إلَى نَفس مَنطقته، وتَدليلاً عَلَى ذَلك مَثلاً: إذَا كُنتَ بَائِعاً للخُضَار، وسأَلك أحدُهم: «هَل لَديك ملُوخية خَضرَاء»؟، فقُل نَعم.. وإذَا سَألكَ مَرَّة أُخرَى: «هَل لَديك ألوَان أُخرَى مِن الملُوخية؟ فلا تَغضب، بَل قُل لَه: كَانت لَدينا ملُوخية زَرقَاء، نَبتَت في يَومٍ أَزرق، ولَكن الجنّي الأزرَق استَلذّها؛ فاستَأثر بِهَا حتَّى نَفدَت..! ومِن نَظريّات الاستهبَال، قصّة في كُتب التُّراث، تَروي أنَّ أحدهم قَال للشَّاعر الأعمَى «بشَار بن برد»: «مَا أَذهَب الله كَريمتيْ مُؤمن؛ إلَّا عَوّضه الله خيراً مِنهما، فبِمَ عَوّضك الله يَا بَشّار؟ فأجَابه قَائلاً: عَوّضني الله بعَدم رُؤية الثُّقلاء أمثَالك»..! كَما أنَّ هُنَاك قصّة ثَالِثَة؛ لتَأكيد نَظرية الاستهبَال العَرفجيّة، وَردت في كُتب التُّرَاث تَقول: «دَخَل «يزيد بن المنصور الحميري»؛ عَلَى ابن أُخته الخَليفة «المهدي»، فوَجَد «بشّار بن برد» يَنشد شِعراً بَين يَديه، فلَمّا فَرغ بشَار مِن إنشَاده قَال لَه يزيد الحميري: مَا صِنَاعتك يَا بشّار؟ فأجَابه قَائلاً: أَثْقُب اللُّؤلؤ.. فضَحك الخليفة المهدي وقَال للشَّاعر بشّار: اغرب عَن وجهِي، ويلك، أتتنَادر عَلى خَالي؟ فقَال بشّار للخَليفة: ومَا أصنَع بِه؟ يَرى شَيخاً أعمَى يَنشد للخَليفة مَديحاً؛ ويَقول لَه: مَا صِنَاعتك»..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه نَظريّة الاستهبَال، وهي -كَما تَرونها- في طفُولتها، وتَحتاج مِنكم الدَّعم، وتَسمينها بالأمثِلَة، والشَّواهِد، وبَثّها عَلى رؤُوس الأشهَاد، وزَرعها في البِلاد بَين العِبَاد..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :