تشهد تونس تعبئة شاملة في مواجهة الإرهاب، وفي هذا الإطار انعقد نهاية الأسبوع الفائت، مؤتمر مثقفي تونس ضد الإرهاب، الذي حضرته أعداد كبيرة من الفنانين والجامعيين، ومن العاملين في مجال الفنون والإبداع. وبحسب البيان الصادر، عن المؤتمر فإن هذا المؤتمر يأتي بعد أكثر من 4 سنوات، عرفت خلالها تونس، موجة من الاعتداءات المميتة من الإرهاب التكفيري المنظم والمسنود من الشبكات المحلية والإقليمية والعالمية. وهو إرهاب قضى على عشرات الضحايا من الشخصيات السياسية والجنود وأعوان قوات الأمن ومن المدنيين الأجانب والتونسيين. وبحسب هيئة تنظيم المؤتمر، فإن الإرهاب يستهدف تقويض السلم المدني والتماسك الاجتماعي وكيان الدولة واقتصاد البلاد، وهو يستقطب عناصره أساساً من بين الفئات الشبابية الأكثر هشاشة داخل المجتمع، وينشر كراهية الآخر وثقافة العنف. ودعا المثقفون التونسيون إلى ضرورة وضع مشروع مستقبلي يفتح الآفاق الرحبة وأبواب الأمل أمام الشباب ويجعلهم يثقون في المستقبل، كما ينبغي إقناعهم بإمكانية الفعل الإيجابي والتعبير عن الذات والاندماج في المجتمع بشكل سلمي ومنظم عوض محاربة هذا المجتمع بالاستبعاد الذاتي وبالعنف. كما أكد بيان مؤتمر المثقفين التونسيين، على أن محاربة الإرهاب تفترض بناء دولة قانون مؤسسة على الدستور، تدافع عن نفسها وتدافع عن المجتمع، وتفرض احترام القوانين واستقلالية القضاء، وتوقف عمليات التدمير والتدمير الذاتي. إضافة إلى صيانة مشروع مجتمع متجدد قائم على المبادئ الكونية المتمثلة في المساواة بين الرجال والنساء، وفي حرية الفرد وحرية التفكير المضمونة دستوريا. كما وقع التشديد على ضرورة إعادة صياغة علاقة الدولة بالدين بغية إنشاء فصل واضح بين السياسي والديني، وبين الفضاء العام والفضاء الخاص، وهو ما يوجب إعادة النظر في وضع الهيئات المسؤولة عن الشؤون الدينية لضمان تحييدها وحمايتها من أي توظيف أيديولوجي.
مشاركة :