بيروت - أ ف ب، رويترز- أعلن الناطق باسم «حركة أحرار الشام» السورية المعارضة أحمد قرة علي انتهاء الهدنة الخاصة بوقْف النار، الذي كان قائماً خلال الأيام القليلة الماضية بين المعارضة وقوات النظام و«حزب الله» في مدينة الزبداني في ريف دمشق وقريتيْ الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وذلك بعد فشل المحادثات التي أنجزت الهدنة سابقا بوساطة تركيا وإيران. وقال قره علي إن السبب وراء انهيار الهدنة هو أن «(أحرار الشام) كانت تريد الإفراج عن 40 ألف سجين»، وهو ما رفضه الإيرانيون. وذكر مقاتل في الزبداني أن طائرات حربية تابعة لقوات النظام تحلّق فوق البلدة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن انهيار الهدنة. وذكر في بيان بدء إطلاق القذائف في الزبداني بالتزامن مع سقوط المزيد من القذائف على مناطق في كفريا والفوعة. واوضح ان الاشتباكات القائمة في محيط القريتين ادت لمقتل شخصين واصابة ما لا يقل عن تسعة اخرين. وعزا المرصد ذلك الى "عدم التوصل إلى توافق حول المقاتلين الاسرى لدى النظام الذين من المفترض أن يفرج عن الف اسير منهم في اقصى الحالات، فيما تطالب الفصائل بالإفراج عن 20 ألف أسير مقاتل ومعتقلين مؤيدين لفصائل إسلامية". وفي الشمال، حاصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف مساء أول من أمس، مدينة مارع شمال حلب، التي تعتبر معقلاً اساسياً للمعارضة، وذلك بعد معارك اوقعت اكثر من 120 قتيلاً في 5 أيام. وأفاد المرصد بأن «مقاتلي التنظيم المتطرف الذين سيطروا منذ الاحد الماضي، على العديد من القرى المحيطة بمارع، التي تعتبر الخزّان البشري والعسكري الاهم لمقاتلي المعارضة في حلب، تمكّنوا من إحكام قبضتهم على كل القرى المحيطة بهذه المدينة». ومارع مدينة صغيرة تقع على طريق إمداد رئيسة نحو تركيا، وتعد احد ابرز معاقل فصائل المعارضة التي تخوض معارك ضد النظام و«داعش» في آن معاً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «تنظيم (الدولة الاسلامية) سيطر على قرية تلالين الإستراتيجية، وبذلك فإن التنظيم يكون قد حاصر مارع بشكل كامل». واضاف ان «الجهاديين باتوا يحاصرون المدينة من الشرق والشمال والجنوب والجنوب الغربي». ولفت عبد الرحمن الى انه إضافة لهذه السيطرة الميدانية فإن مقاتلي التنظيم الجهادي «يسيطرون بالنار على الطريق الواقع غرب المدينة والمؤدي الى الحدود التركية» التي تبعد 25 كيلومتراً. وبحسب المرصد، فإن 76 مقاتلاً من المعارضة و45 جهادياً قتلوا منذ الاحد الماضي، حين شن التنظيم المتطرف هجومه هذا والذي تخلله تفجير 6 سيارات مفخّخة. وكانت مارع من اوائل المدن التي انتفضت على نظام الرئيس بشار الاسد في 2011 ومن هذه المنطقة انطلق مقاتلو المعارضة في 2012 في هجومهم الصاعق على مدينة حلب والذي تمكنوا في اعقابه من السيطرة على العديد من الاحياء الشرقية في العاصمة الاقتصادية للبلاد وثاني كبرى مدنها. وفي وسط سورية، قام مئات من السجناء السوريين، اول من أمس، بأعمال شغب في السجن الرئيس في مدينة حماة، احتجاجاً على أوضاع السجن والأحكام الصارمة. وأظهر تسجيل فيديو زُعم أنه من داخل السجن عشرات من السجناء الذين غطوا وجوههم، وهم يهتفون:«الله أكبر» مع مشهد لعنبر نُهب أثاثه وأجهزته وحُوّلت أسرّته إلى حواجز لبوابات حديدية مغلقة. ولفت المرصد إلى أنه «سُمع إطلاق نار خارج السجن بعد أن سيطر السجناء على العديد من العنابر الرئيسة ونهبوا مهاجع السجن». وتابع انه «تم استخدام الغاز المسيل للدموع لاخماد أعمال الشغب التي يعتقد أنها أسوأ قلاقل منذ التوترات التي شهدها السجن هذا العام».
مشاركة :