توفي وزير الخارجية والمغتربين ونائب رئيس مجلس الوزراء السوري وليد المعلم، أحد أبرز وجوه السلطة في سورية فجر أمس عن عمر ناهز 79 عاماً من دون الكشف عن سبب الوفاة. وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية في بيان مشترك وفاة المعلم الذي "عرف بمواقفه الوطنية المشرفة في مختلف ساحات العمل السياسي والدبلوماسي". والمعلم، دبلوماسي مخضرم، عُين وزيراً للخارجية في عام 2006، ويشغل منذ عام 2012 منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وشكّل خلال سنوات النزاع واجهة للحكومة السورية واحتفظ بمنصبه رغم تغير الحكومات والوزراء. واقتصرت زيارات المعلم الخارجية خلال سنوات النزاع على عدد محدود من الدول أبرزها روسيا وإيران، الداعمتان لدمشق. وعرف المعلم بنبرته الهادئة وبرودة أعصابه حتى في أصعب مراحل الحرب، وغالباً ما كان يتحدث ببطء كما اشتهر بحس الفكاهة. ودائماً كرر أن الرئيس السوري بشار الأسد "باقٍ في منصبه" ما دام الشعب يريده، وكان من بين أول من وصف معارضي الحكومة السورية بـ"الإرهابيين" والحرب التي تشهدها بلاده بأنها "مؤامرة خارجية"، ومن أشد منتقدي المقاتلين الأكراد لتلقيهم دعماً من واشنطن. ووصفه مسؤول أميركي بأنه "صلة الوصل بين دمشق وطهران". وشملته عقوبات أميركية وأوروبية. التحق المعلم، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء، بوزارة الخارجية السورية عام 1964 بعد سنة على تخرّجه في جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية. تنقّل في مهام دبلوماسية عدة خارج البلاد قبل تعيينه سفيراً لدمشق لدى واشنطن بين عامي 1990 و1999، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية-السورية مع إسرائيل. في عام 2005، عين نائباً لوزير الخارجية، وكلف إدارة ملف العلاقات السورية-اللبنانية، في فترة بالغة الصعوبة شهدت اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري وتوجيه أصابع الاتهام إلى دمشق باغتياله. وكان آخر لقاءات الحريري مع المعلم في الأول من فبراير 2005 في بيروت. وقد اتسم بالتوتر بحسب مقاطع منه سربت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقتل الحريري. وفي 23 يونيو 2020، حصل التباس جراء تصريح أدلى به المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق للتعليق على قانون قيصر الأميركي، أكد فيه صحة الأنباء عن طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التواصل مع الأسد، للبحث في ملف رهائن أميركيين في سورية، ليصدر بعدها بيان نفي عن وزارة الخارجية، فيما بدا وكأنه تكذيب لرواية المعلم. وكان آخر ظهور علني للمعلّم يوم الأربعاء الماضي خلال افتتاح مؤتمر عودة اللاجئين الذي نظمته دمشق بدعم روسي. وبدا متعباً وفي حالة صحية سيئة استدعت مساعدته من شخصين على دخول قاعة الاجتماعات. ونعت موسكو، أبرز حلفاء دمشق خلال سنوات النزاع المستمر منذ العام 2011، "صديقاً مخلصاً وشريكاً موثوقاً". وأعربت وزارة الخارجية في سلطنة عمان، البلد الخليجي الوحيد الذي أبقى على علاقات دبلوماسية مع سورية وزاره المعلم خلال سنوات النزاع، عن "تعازيها ومواساتها" بوفاته. وبعث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس برسالة إلى رئيس الوزراء السوري معزياً بوفاة المعلم.
مشاركة :