في 25 أبريل 2016 أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية أسماها رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وهي خطة اقتصادية اجتماعية ثقافية سياسية شاملة للمملكة تؤسس لدخول المملكة إلى عصر ما بعد النفط. تتزامن الرؤية مع التاريخ المحدّد لإعلان الانتهاء من تسليم ثمانين مشروعًا حكوميًا عملاقًا، يكلّف أقل واحد بينهما ما يعادل أربعة مليارات ريال، بينما بعض المشاريع تفوق كلفتها مائة مليار ريال سعودي. نظَّمَ الخُطَّة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي العهد، وقد عُرِضت على مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لإقرارها، وبعد الإعلان عن الرؤية، قدّم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن طريق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية كل من برنامج التحول الوطني في 7 يونيو 2016 وبرنامج تحقيق التوازن المالي في 22 ديسمبر 2016، إذ يعد كل منهما من ركائز الرؤية، وقد وافق مجلس الوزراء على البرنامجين. وتهدف الخطة، والبرامج المتصلة بها، إلى زيادة الإيرادات غير النفطية السعودية ستة أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنويًا إلى 267 مليار دولار سنويًا إضافة إلى زيادة حصة الصادرات غير النفطية السعودية من 16 % من الناتج المحلي السعودي (في 2016) إلى 50 % من الناتج المحلي السعودي (في 2030). كما أنّه يريد بهذه الرؤية أن يجعل الاستثمار في الداخل السعودي منطقة لإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية والاقتصادية وقد وضع سمو الأمير محمد بن سلمان ثلاثة أركان للرؤية السعودية، هي بمثابة عوامل نجاحها إذا ما ارتكزت الرؤية عليها: • الركن الأوّل هو أن السعودية هي العمق العربي والإسلامي، إذ يوجد بها المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، واللذان يعدان أهم الأماكن المقدسة عند المسلمين، بذلك هي قبلة أكثر من 1.8 مليار مسلم على وجه الأرض، ويجب أن ترتكز الرؤية على هذا العامل. • الركن الثاني: القدرات الاستثمارية الضخمة للمملكة العربية السعودية يجب أن تكون محركًا لاقتصاد المملكة وموردًا إضافيا لها، وبهذه القدرات تهدف الرؤية أن تصنع من المملكة العربية السعودية قوة استثمارية رائدة. • الركن الثالث، يعتقد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن الموقع الجغرافي الإستراتيجي للمملكة العربية السعودية، وما يحيط بها من معابر مائية مهمة - مضيق هرمز في الشرق، مضيق باب المندب في الجنوب الغربي، قناة السويس في الشمال الغربي - يجعل من المملكة أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث (آسيا، أفريقيا وأوروبا).
مشاركة :