قال خبراء إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي وقعتها 15 دولة في منطقة آسيا-الباسفيك يوم الأحد ستحقق منافع اقتصادية لهذه الدول وتساعد في تعزيز التكامل الإقليمي. وقال تقرير مشترك صدر يوم الإثنين عن بيتر أ بتري، الزميل الرفيع غير المقيم في معهد بروكينغز، ومايكل بلامر، أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة جونز هوبكنز، إن "الاتفاقية ستعمل على ربط حوالي 30 بالمئة من سكان وإنتاج العالم، وفي السياق السياسي الصحيح، ستحقق مكاسب كبيرة". ويمكن أن تضيف الاتفاقية 209 مليارات دولار أمريكي سنويا إلى الدخل العالمي، و500 مليار دولار للتجارة العالمية بحلول عام 2030، وفقا لمحاكاة كمبيوترية نشرها الباحثان. وقدر التقرير أن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة إلى جانب الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر الباسفيك الموقعة في عام 2018، ستجعل اقتصادات شمال وجنوب شرق آسيا أكثر كفاءة من خلال ربط نقاط قوتها. وقال مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في "يو بي أس لإدارة الصحة العالمية"، يوم الإثنين، إن اقتصادات شمال آسيا قد تستفيد أكثر مع الدول الأخرى المغطاة بالفعل بمجموعة اتفاقيات التجارة الحرة القائمة. وقال راج بهالا، الأستاذ المرموق في كلية الحقوق بجامعة كانساس، لوكالة أنباء (شينخوا) إن شركاء الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة لديهم الآن الفرصة "لكتابة ومراجعة قواعد التجارة الدولية بشأن قضايا القرن الحادي والعشرين"، بما في ذلك حماية الملكية الفكرية، والمعايير الفنية، وتدابير الصحة والصحة النباتية، وتحرير الخدمات. وقال جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا ومستشار الأمم المتحدة البارز، لوكالة أنباء ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني يوم الاثنين إنه في الخطوة التالية، يجب على الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة أن تعزز التعاون بشأن استعادة السياحة والتجارة، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحقيق التنمية المستدامة. وقال بهالا أن الكثيرين في جميع أنحاء منطقة آسيا-الباسفيك يعتقدون أن التجارة لا تتعلق فقط بالتجارة، ولكنها "تتعلق بجميع أبعاد الحياة"، لذلك ستحتاج الاقتصادات المنضوية تحت الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة إلى مراعاة قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان أثناء تقدمها إلى الأمام لبناء مجتمع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. ووفقًا لتقرير بيتري وبلامر، فإن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة والاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر الباسفيك هما مثالان مضادان قويان للانحدار العالمي في التجارة القائمة على القواعد، مضيفا: "إذا حفزت الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة نموا مفيدا للجميع، فإن أعضائها، بما في ذلك الصين، سيكتسبون تأثيرا في جميع أنحاء العالم".
مشاركة :