سؤال "ترامب" لمنافسه "بايدن" في المناظرة التي جرت بينهما في خضم المنافسة على عرش البيت الأبيض -عندما انتقد "بايدن" منافسه الجمهوري في قضية أطفال اللاجئين، ووعد بأن يُصلح ما أفسده "ترامب" في هذه القضية، وأن أولى خطواته هي منح 11 مليون مهاجر قاصر طريق الجنسية الأمريكية- لماذا لم تفعل يا "بايدن؟، يقصد عندما كان نائب الرئيس "أوباما" من عام 2009إلى عام 2017، السؤال الذي فرضته المناظرة الانتخابية، والتي حاول كل مرشح فيها أن يثبت نفسه ليحظى بتأييد متابعيه على حساب نظيره، أصبح وجوبي بعد فوز "بايدن"، فهل حقًا يفعلها بايدن؟!.المليون مسلم الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأمريكية كسابقة لم تحدث من قبل، نتيجة لوعود "بايدن" بأنه فور وصوله أسوار البيت الأبيض، سينهي حظر السفر المفروض على عدد من الدول الإسلامية والعربية، الذين أغلق "ترامب" الباب دونهم بعد أولى خطواته داخل البيت الأبيض في 2017، كإجراء استبدادي وتجاهل صارخ وعنصرية مفرطة، هذا القرار الذي أغضب مواطني الدول المحظورة "العراق والسودان وإيران وليبيا والصومال وسوريا" ومن تربطه بهم صلات وعلاقات داخل المجتمع الأمريكي، بعد أن قطع " ترامب" أواصر اللقاء بينهم وعطل مصالحهم، هو عكس ما فعلته إدارة "أوباما" بالاكتفاء بحظر دخول بعض الأشخاص الذين ينتمون لتيارات وجماعات اتصفت بالعنف والتطرف الفكري، تلك الحماسة هي التي دفعت المليون مسلم أن يتدافعوا على صناديق الانتخابات، والتي حركتها وعود "بايدن" بأنه سوف يٌشرك المسلمين في إدارته، كتمثيل عادل باعتبارهم جزء من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يستمع إلى أفكارهم ومخاوفهم في كل القضايا التي تؤرقهم داخل المجتمع الأمريكي، هي التي ستدفع هؤلاء أن يتسألوا، هل حقا يفعلها بايدن؟.وبعيدًا عن الآمال التي تنطوي على قدر كبير من المبالغة، فإن وعود "بايدن" فيما يخص القضية الفلسطينية، لن تأتي منصفة لشعب يعاني بشاعة الإرهاب الصهيوني لعقود، لأن المناظرة كانت بين مرشحين كلاهما أحادي النظرة تجاه هذه القضية، فلن يكون فوز "بايدن" هو السيناريو الأفضل للفلسطينيين، إلا أن القرارات الأحادية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في فترة رئاسة "ترامب" تدعونا كعرب أن نتساءل "هل حقًا يفعلها بايدن؟"، ويلتزم بمعارضة ووقف القرارات الأحادية، مع الالتزام الكامل بالدعم الإنساني والاقتصادي للشعب الفلسطيني، والمساواة في الحرية والأمن، وهو ما لا نحتسبه مكسب بعد كل هذه الخسارة طيلة سنوات مضت، لكن يمكن أن نطلق عليه أقل خسارة ممكنة، إلى أن يستعيد العرب زمام الأمور فتعود إليهم حقوقهم كاملة، فمن الوهم أن ننتظر أن يكون "بايدن" عربيًا أكثر من العرب أنفسهم.السياسة التي تبناها" ترامب" باتجاه تهميش جماعات الإسلام السياسي، فهل حقًا يفعلها بايدن؟ ويغلق هذ الملف إلى الأبد، خاصة بعد ما أدرك الخطأ الكبير في دعم هذه الجماعات المتطرفة، لتمارس أنشطة العنف في المنطقة، وما ترتب عليه من عدم قبول الشارع العربي لهذه الجماعة، وفقدان ظهيرها الشعبي الذي خٌدع فيها لسنوات بعدما تكشفت له نواياها الحقيقية.هل حقًا يفعلها بايدن؟، ويسعى لإيجاد حلول حقيقية؛ توقف صراع عالمي الأبعاد والذي حول سوريا إلى ساحة حرب دولية، فبينما تقوم روسيا وإيران بدعم حليفهم بشار، ويحاول الفتى العثماني تصفية حساباته مع القوات الكردية، لم يسلم الجنوب السوري من الإرهاب الصهيوني، فهل يشهر "بايدن" أجندته الحقوقية أمام هؤلاء، لتتوحد جهود السوريين لبناء وطنهم، وتعود الأطفال والنساء التي شُردت خارج حدودها، وتتوقف عجلة الموت على أرضها لتعود الحياة إلى أغصان الزيتون كما كانت من قبل.هل حقًا يفعلها بايدن؟، سيظل هذا السؤال مطروحًا وستتولد عنه العديد من الأسئلة، لكن يجب أن نعترف أن الإجابات لن تحقق طموحات شعب يعاني لعقود من إرهاب صهيوني غاشم، وصفقة خبيثة جاءت لتقيد مصير أمة، ودول باتت تُحدد مصائرها وفق ما يحقق المصلحة الأمريكية، سواء فعلها "بايدن" أم لم يفعلها.
مشاركة :