حدد الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الخميس، نقطة انطلاق لبنان لترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل في إطار محادثات بوساطة أميركية، وذلك في أول تأكيد علني لموقف تقول مصادر إنه يزيد بالفعل حجم المنطقة المتنازع عليها. وبدأ لبنان وإسرائيل المفاوضات الشهر الماضي، واجتمعت وفود من الجانبين في قاعدة للأمم المتحدة بجنوب لبنان، لمحاولة الاتفاق على الحدود المتنازع عليها التي عرقلت التنقيب عن الهيدروكربونات في المنطقة التي يحتمل أن تكون غنية بالغاز. وقال بيان رئاسي إن عون وجه الفريق اللبناني بضرورة أن يتم ترسيم "الحدود البحرية الجنوبية على أساس الخط الذي ينطلق براً من نقطة رأس الناقورة، استناداً إلى الخط الوسطي من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة". وانطلاقاً من هذه النقطة تمتد الحدود بين لبنان وإسرائيل باتجاه البحر، في مسار قال مصدر أمني لوكالة "رويترز" إنه يوسع المنطقة المتنازع عليها إلى حوالي 2300 كيلومتر مربع من حوالي 860 كيلومتراً مربعاً. وقالت مصادر الشهر الماضي لوكالة "رويترز" إن الجانبين قدما خرائط متعارضة للحدود المقترحة. ومن المقرر استئناف المحادثات في ديسمبر. وتلك المحادثات تمثل تتويجاً لجهود واشنطن الدبلوماسية على مدى ثلاث سنوات. وتضخ إسرائيل بالفعل الغاز من حقول بحرية ضخمة، لكن لبنان، الذي لم يجد بعد احتياطيات غاز تجارية في مياهه، بحاجة ماسة إلى السيولة من مانحين أجانب، إذ يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. جاءت تصريحات عون خلال استقباله قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، الجنرال ستيفانو ديل كول الذي أعرب عن ارتياحه للمفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان. ويبرز الخلاف البحري بين لبنان وإسرائيل من خلال خمسة خطوط مختلف عليها، وهي الخط المعتمد من بيروت، والخط المعتمد من تل أبيب، و"خط هوف" (الأميركي)، وخطان آخران مستمدان من دراسة بريطانية، أحدهما يأخذ في الحسبان تأثيرا نصفيا لجزيرة تخيليت. أما الخط الأخير فيتجاهل وجود هذه الجزيرة، التي تبعد نحو ألف متر عن الشاطئ، وتعتبرها إسرائيل جزءا من يابستها، بينما يقول لبنان إنها ليست جزيرة بمفهوم القانون الدولي للبحار، وبالتالي ليس لها جرف ولا منطقة اقتصادية. على هذا الأساس، تتركز الخلافات بين لبنان وإسرائيل على ثلاث نقاط أساسية، هي تحديد وتثبيت النقطة "ب-1" عند رأس الناقورة كآخر منطقة حدودية بين البلدين، والنقطة الثلاثية التي تربط الحدود البحرية بين كل من لبنان وقبرص وإسرائيل، وأخيرا الوضعية القانونية لجزيرة تخيليت.
مشاركة :