اتفقنا أن نتحدث اليوم عن شركة المياه لننظر هل ستقوم بحل مشكلة المواطن كما فعلت شركة الكهرباء أم لا؟يقولُ المواطن: بعد أن تم تركيب العداد، كان يجيئه الماء لساعتين في الأسبوع، وبعد مضي شهرين، راجع الشركةَ مُحتجا بأنه لم تأتِهِ فاتورة استهلاك الماء، فقالوا له، على وجه السرعة: فاتورتك بمبلغِ ألفٍ ومئةٍ واثنين وخمسين ريالا وأربعَ عشرةَ هللة، دفعَ الرجلُ المبلغَ بحسنِ نيةٍ دون نقاش.بعد بضعة أشهر، سقط الحائط الذي يحمل العداد، وتوقفت الماسورة عن ضخ الماء، فاتصل بالشركةِ طالبا إعادة الماءِ إلى عداده، فلم يستجبْ له أحد، وما زالَ الماءُ مقطوعا عن منزله إلى تاريخ كتابة هذه المقالة، وبشهادتي شخصيا نظرا لمعاينتي الموقع بنفسي.العجيبُ في الأمر، أن الفواتيرَ تنهال شهريا على جواله، ويقوم بتسديدها، بينما الماءُ مقطوعٌ عنه، فاضطر أخيرا أن ينقطع هو عن التسديد، وقد بلغت قيمةُ آخرِ فاتورةٍ وصلته عن شهرِ أكتوبر الماضي أربعةَ آلافٍ وخمسِمئةٍ وخمسا وثلاثين ريالا وثمانيَ وستين هللة «اللهم اصرف عنا شَرَّ هللات المياه والكهرباء»لكنني أود من الشركة الإجابة عن سؤالي الحائر: كيف تقرأون هذا العداد شهريا، وتحسبون الاستهلاك بالهللة، بينما العداد لا توجد به ماسورة لضخ الماء؟ وقد تقدم إليكم المواطن بشكوى، فقلتم له «ادفع أولا تم اشتكِ» كيف يدفع وهو لم تصله قطرة ماءٍ واحدة من شركتكم -الموقرة- طوال الأشهر الماضية؟حسنا، هل لديكم «واتس» لأرسل إليكم الصور والوثائق الأخرى التي أحتفظ بنسخٍ منها، أم أرسلها إلى «نزاهة»؟أنا لا أدري ما تعريفُ الفساد، وهل سرقة المال من قِبَلِ بعض المسؤولين تسمى فسادا؟ فالشركةُ تقول: نحن لم نسرق مالك ولا عِقالك، وبالعدادِ المتوقف نشفط ريالك «هذه من عندي»قلتُ: إذا غادرَت الأخلاقُ ضميرَ أُمَّةٍ فلا تنتظر عدلا.
مشاركة :