اللبنانيون في ذكرى الاستقلال يعتبرون بلدهم «ضائعا مخطوفا»

  • 11/23/2020
  • 02:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحيا لبنان الرسمي بالأمس ذكرى مرور 77 عامًا على نيل الاستقلال من دون احتفال للمرة الأولى في تاريخه بسبب قرار الإقفال العام وسط توتر سياسي وأزمة معيشية وتصلب في المواقف حال دون تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري العتيدة. أما لبنان الشعبي فعبّر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم إحساسه أو اعترافه بوجود «استقلال حقيقي»، فهذا الاستقلال لا يزال ضائعًا ومخطوفًا من الطبقة الفاسدة، التي توالت على حكم لبنان وأسوئها الطبقة الحالية، والتي عبثت في البلد فسادًا ومحاصصة وتسويات لحسابات خاصة وشخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة لبنان وشعبه. ولذلك، تصاعدت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للنهوض بالبلاد وتحريره من سيطرة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».ورأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان أن مناسبة ذكرى الاستقلال «تأتي هذا العام والوطن يعاني من انهيار لا مثيل له بغياب الدولة وعمل مؤسساتها الجاد». وقال: «لبنان في حال ضياع وعدم إيجاد حلول للأزمات المتراكمة على الصُّعد كافة، ونخشى من الأعظم والأسوأ إلا إذا تشكّلت حكومة إنقاذ وطني تكتسب ثقة الناس والمجتمع العربي والدولي وإلا على لبنان السلام». وختم: «لبنان الآن يواجه مصيره، فهل سيكون اللبنانيون على مستوى إنقاذ مصيرهم ومستقبلهم بدءًا من تناسي خلافاتهم وأنانياتهم ومصالحهم الشخصية إنقاذًا لشعبهم وحفاظًا على وطنهم؟ من جهته، اعتبر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أمس أن استقلال لبنان لا يَعني نهاية الانتدابِ الفرنسيّ فقط، بل خروجَ لبنان من سياسةِ المحاور إلى رحاب الحياد، فلا ينحاز تارة إلى الشرق وطورا إلى الغرب. ولذلك شَدّد بيانُ حكومةِ الاستقلال على أن لبنان يلتزم «الحياد بين الشرق والغرب». ودلت تجربة لبنان بعد استقلالِه، أنَه كلما كان يلتزم الحياد كان استقلاله ينمو، واقتصاده يزدهر. وكلما كان ينحاز كان استقلاله يخبو واقتصاده يتراجع. وها هو الواقع الحالي المتداعي يكشف مدى الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني، الذي أسفرت عنه، ولا تزال، سياسة الانحياز.وأشار الراعي إلى أنه «إذا تشكلت الحكومة على صورة سابقاتها، فسينتج عنها الخراب الكامل. والغريب أنهم يرفضون المشورة والرأي والنصيحة والملاحظة، ويتصرّفون خلافًا للدستور، الذي ينصّ على أن «تمثل السلطة الإجرائية الطوائف بصورة عادلة»، لا القوى السياسية ولا «أحجام» قوى سياسية، ولا كتل نيابية. فالهدف من تمثيل «الطوائف» إنما لتوفير الأمن النفسيّ بعدم الإقصاء والعزل».

مشاركة :