عُنصرية ومرتزقَة | عبد الله منور الجميلي

  • 11/15/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ عدة سنوات والرياضة السعودية قد انطفأت شمعة بطولاتها؛ فأصبحت فقط تَجْتَر ذلك الماضي الجميل!! فَداخل الملاعب ماتت المتعة الكروية، ومعها ضاعت البطولات الخارجية التي ترفع راية الوطن (وهذا المهم والأهم)!! نعم، لقد أصبحت عناوين رياضتنا التي نُصبح ونُمْسِي عليها: رَفْس مطاردات ولَكَمَات داخل الملاعب الكروية، ممارسات ارتكبها الكبار، ولم يسلم منها حتى الصغار! أمّا خارج الملاعب، فاتهامات وقذائف من السَبِّ والشَّتمِ متبادلة عبر وسائل الإعلام المختلفة بين بعض القائمين على الأندية، وأعضاء شرفها وإعلامييها، اتهامات وصلت حَدّ الخَوض في الأخلاقيات والتّشكيك بالانتماء والوطنية! صِراعات فتحت الصندوق الأسود للماضي، وزرعت وأجّجت نيران التعصب الرياضي لدى فئة الشباب، حتى وصلنا لمرحلة ترديد العبارات العنصرية التي تحاول تقسيم المجتمع، وتمزيق وحدة الوطن، والغريب أن العَالَم كله يحارب العنصرية إلاّ نحن، فهناك مَن يحاول تكذيب تلك الممارسات أو تبريرها بصورة قبيحة وممجوجة!! أمّا أسباب ذلك الواقع المأساوي لساحتنا الرياضية: فبعض أولئك الذين يملكون المال (فقط)، فأرادوا إثبات الذات والوصول للشهرة عبر الكُرَة؛ فهدفهم ليس بوطني ولا رياضي، بل البقاء الدّائم تحت مجهر الإعلام، وكذا تصفية الحسابات الشخصية مع المنافسين جَاهًا أو مَالاً مهما كانت الوسائل، أمّا الرياضة فآخر اهتماماتهم!! ثم هناك جماعة الصحفيين المرتزقة (مع التقدير للشرفاء) الذين تقاريرهم وكتاباتهم إنما هي أدوات لأولئك الذي يعيشون على شَرهَاتهم وفُتَات موائدهم؛ وبالتالي فهم مجرد أبواق لِمدح هذا أو أَلْسِنِة لِذَم ذاك حسب الأوامر! ولا ننسى بعض برامج (التّوك شو) الرياضية التي تقتات كل ليلة على تأجيج الصراعات طلبًا للمتابعة والمزيد من الإعلانات!! باختصار في ظِلّ معطيات الحاضر (رياضتنا تنتحر)، والعلاج تنظيف ميادينها من أولئك الذين تسلّلوا إليها فأفسدوها، ووضع قوانين وعقوبات صارمة (بعيدًا عن الغرامات المالية؛ لأن أولئك يدفَعون ولا يهتمون؛ لأنهم من بَحْرٍ يَغْرِفُون)، عقوبات لا تمنع الحُرّيات، لكنها تَضْرِب بيد من حديد على التجاوزات (أيًّا كان مرتكبها)!! وحتى تعود لساحتنا الرياضية سكينتها وبريقها، أقترح تجميد النشاط الرياضي لمدة سنة، وتحويل ما يصرف عليه لوزارة الإسكان، أو لِتَنْفِيذ برامج لتنمية الشّباب وفتح فُرَص عمل لهم، أو على الأقل لتزويجهم!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :