لم يعد خافياً على العالم ما تخطط له إيران بأذرعها الإرهابية وأجهزة الاستخبارات المتحالفة معها، لزعزعة أمن الخليج واستنزاف قدراته ومكتسبات اقتصاده تنموياً وحضارياً، وبات من المؤكد أن هناك «مؤامرة» و«مخططاً» صهيونياً واسعاً لبسط النفوذ الصفوي. في عام 1980م، وقفت أمريكا ومعها الغرب موقفاً مشابهاً حين بدأت الحرب العراقية/ الإيرانية، وأخذت الولايات المتحدة تمد إيران بالسلاح والوقوف إلى جانب إيران للقضاء على صدام حسين، ومن ثم أدركت أنه لا يمكن الوثوق بملالي إيران، وها هي اليوم بعد أن كشفت صراحة عن تأييدها للمد الصفوي لصالح ما تخطط له من أجل أمن إسرائيل. ترتكب نفس الخطأ الذي لم يتراجع عنه الرئيس الأمريكي أوباما، كما فعل الرئيس جيمي كارتر. حين نبحث عن حقيقة الموقف الأمريكي من تدخل إيران في المنطقة والتحالف العربي/ الخليجي، للحد من التمدد الصفوي في الشرق الأوسط، اختلفت الآراء والرؤى بشأن هذا الموقف، علماً بأن الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة تتفاجأ، كل يوم بانتصارات دول الخليج في القضاء على مخططات إيران والحد من أطماعها في الخليج، وكان آخر هذه الانتصارات إحباط الخلية الإرهابية في العبدلي بالكويت قبل أيام، تم فيها إحباط مخطط كبير تورط فيه حزب الله، خلال عملية أمنية، جاءت نتيجة تنسيق واسع ودقيق بين قوى الأمن في دول الخليج وأجهزة استخباراتها، وتم ضبط كميات كبيرة من الذخيرة والقنابل وقاذفات الآر بي جي وأكدت وزارة الداخلية الكويتية أن كمية ونوعية الأسلحة والذخائر التي تم ضبطها وخزنها الإرهابيون «دواعش إيران» توضح حجم وتوسع المخطط الذي كان يستهدف دول الخليج وليس الكويت وحده. سيكتشف الغرب قريبا أن الوثوق بإيران وصدق نياتها، والاعتماد عليها في أن تكون السلطة والذراع الأقوى في المنطقة، سيعود عليها بالوبال والخسارة، واليوم يشهد العالم انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، نتيجة ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من أحداث وتوسعات إرهابية صهيونية صفوية، أحداث لا تهدد أمن الخليج واستقراره فقط، وإنما ستمتد آثاره للعالم بأسره. وستدرك الولايات المتحدة أن نظرية كيسنجر، ستزيد الصراع بين دول الخليج وإيران، ولن تقلل الاتفاقات السرية مع إيران من مخاطر إيران وتجاوزاتها التي تهدد الأمن في المضائق المائية والمياه الإقليمية في المنطقة، وستشكل عائقاً يهدد حركة السفن التجارية الدولية، ويؤثر على الاقتصاد العالمي الذي بدأ ينهار. يبدو بجلاء أن المشهد السياسي صار أكثر تعقيداً بعد أن أعلنت المفوضية العليا للسياسة الخارجية الأوروبية توصل مجموعة 5+1 لاتفاق مع إيران، بشأن الطاقة النووية ورفع عقوبة الحظر الاقتصادي عن طهران والسماح لها بتصدير واستيراد الأسلحة، في الوقت الذي كانت طهران تنتظر قراراً مماثلاً في وقت تتزايد فيه مطامعها في نشر الفوضى في منطقة الخليج وتهديد أمنه واستقراره، ويكشف الانتصار الأمني الخليج في ضبط خلية العبدلي، ليعري النيات الإيرانية ويكشف مخططها الإرهابي الكبير.
مشاركة :