أكد رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتور خالد عكاشة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، ولقائه بالرئيس سيلفاكير ميارديت والقيادات الجنوبية، تمثل خطوة شديدة الأهمية لاسيما خلال الظرف الراهن المليء بالتحديات في المنطقة.واعتبر العميد خالد عكاشة - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم/السبت/ تعقيبًا على زيارة الرئيس السيسي إلى چوبا - أن تلك الزيارة تعد إحدى أهم الزيارات الخارجية التي قام بها رئيس الجمهورية خلال الفترة السابقة، ليس فقط لكونه أول رئيس مصري يزور جنوب السودان منذ إعلان استقلالها بل أيضًا لأن تلك الزيارة جاءت عقب حجم جهود كبيرة للغاية بذلتها مصر تجاه جنوب السودان خلال الأعوام الماضية وخاصة منذ عام ٢٠١٤ وحتى الآن.وأوضح أن جنوب السودان معنية مثل مصر باستقرار القرن الأفريقي الذي يشهد اضطرابات كبيرة للغاية، حيث تطل النزاعات برأسها مؤخرًا لتربك معادلة الاستقرار بالمنطقة بأكملها، مبينًا أنها أحد أبرز النقاط التي تم إدارجها على جدول أعمال المحادثات بين القيادة المصرية وقيادة جنوب السودان.وتابع: إن حسن إدارة مياه النيل والوصول بالاتفاقيات الخاصة بسد النهضة وبغيرها من الجهود المتعلقة بتوزيع المياه والإدارة المشتركة الرشيدة التي تضمن مصالح كافة دول حوض النيل، كانت كذلك عنوانًا آخر هامًا في مباحاثات القيادتين.وشدد على أن هناك ترسيخًا لاستراتيجية مصرية ترى أن جنوب السودان هي من أهم الشركاء في المنطقة للدولة المصرية ومصالحها، وعلى الجانب الآخر تتمتع مصر بنفس القدر من الأهمية بالنسبة لجنوب السودان التي تعتبر مصر الشريك الاستراتيجي الأبرز والأهم ليس في القارة الأفريقية وحدها بل على مستوى المنطقة بأثرها.وقال الدكتور خالد عكاشة إننا أمام شراكة استراتيجية متكاملة ما بين الدولتين تتعلق بالتنسيق السياسي والعسكري والأمني خلال الفترة المقبلة، منوهًا بأن قواعد الشراكة مع جنوب السودان تم تأسيسها بالفعل، وأنه بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى چوبا عاصمة الجنوب فقد شهدت تلك الشراكة دفعة وتعزيزًا وأخذت آفاقًا أوسع وأرحب. ولفت إلى الرغبة لدى الدولتين لكي يكون العمل المشترك على مختلف الأصعدة يحظى بأكبر قدر من الاهتمام وبذل الجهود، مذكرًا بأن دعم مصر لاتفاق السلام الموقع موخرًا في جنوب السودان بين أطرافه السياسية المتعددة كان أحد أهم مرتكزاته السعي بشكل كبير لاستدامة الاستقرار والسلام داخل ربوع جنوب السودان باعتبارها دولة ترها مصر على أنها رقم مهم وفاعل بالإقليم ودول حوض النيل وبالقارة الأفريقية. وفيما يتعلق بالاهتمام الدائم والمستمر الذي توليه مصر لأفريقيا، شدد رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية على أن توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جوبا يؤكد أن استراتيجية الانفتاح المصري على دول القارة هي سياسة راسخة لم تكن مرتبطة برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي بل هي استراتيجية الدولة المصرية التي تؤمن بها القيادة السياسية خلال فترة رئاستها الأولى والثانية.وأضاف الدكتور خالد عكاشة، أنه خلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي، أخذت مصر خطوات فارقة صححت بها الكثير من المواقف ووضعت استراتيجية واقعية فعالة لتدعيم الشراكات مع الدول الأفريقية الشقيقة، مضيفًا : "واليوم خلال فترة الرئاسة الثانية فقد أكد الرئيس السيسي على أنها استراتيجية ثابتة للدولة التي تهتم بأقرب العواصم إليها ومنها جوبا وغيرها من العواصم الأخرى وأن الانفتاح على أفريقيا وبذل الجهود من أجل تنمية القارة أمر سيظل لدى خطط مصر الاستراتيجية طوال السنوات المقبلة".وقال إن الانفتاح على أفريقيا وتنميتها هو أمر حيوي تراهن عليه مصر بدليل انخراطها الكبير في حجم الشراكات العسكرية والأمنية وفي جهودها المضنية التي بذلتها خلال العامين الماضيين، وعلى وجه التحديد الإغاثية التي قدمتها لكثير من الدول الأفريقية التي تعرضت لظروف استثنائية تتعلق بالكوارث الطبيعية مثل الفياضانات والسيول وغيرها من الظواهر التي تسببت في مأساة إنسانية كبيرة في القارة.وأشار العميد خالد عكاشة إلى جهود الشراكة الأمنية والعسكرية المتعلقة بمكافحة الاٍرهاب وتدعيم المؤسسات العسكرية لدول القارة ونقل الخبرات المصرية، بجانب العمل المشترك مع القوات المسلحة وأجهزة الأمن المصرية، مبينًا أن جميعها شراكات ذات طابع ممتد واستراتيجي، تستعيد مصر من خلالها دورها كرائدة من رواد العمل الأفريقي وكذلك ريادتها في الوصول بالقارة الأفريقية إلى المكانة التي تستحقها على الصعيد الدولي.
مشاركة :