أستمعت اليوم لأغنية فنان العرب ، التي تقول كلماتها : لك حق تزعل ثم لك حق نرضيك مقوى زعل حبيب قلبي وعيني فسرح بي خاطري وتداعت المعاني فيه تداعيا حرا مطلقا حتى وصلت لعام ١٤٠٦هـ ، حينما كنت في إحدى أماسي الصيف ، في سيارتي GLموديل ٨٢ ذات اللونين الأزرق والكحلي ، وبالقرب مني أمي يرحمها الله صالحة بنت حسن بن رشيد مهدي يرحمها الله ، وفِي المقعد الخلفي أمي فاطمة بنت حسين المسعودي يرحمها الله ، وهي التي حملتني من حضن أمي وذهبت بي لبيتها وأرضعتني شهرا كاملا ونيف ، حينما طاحت أمي صالحة مريضة في الفراش وطال مرضها .. أعادتني المسعودية بأكمل صحة وأجمل عافية لأمي الرشيدية المهدية بعد تعافيها من المرض .. وقد حملت من صفات المهدية والمسعودية الكثير وتطبعت بكثير من سلوكياتهما ، وإني لأفتخر بهما افتخارا عظيما وأمجدهما تمجيدا عظيما وقد اقتطعت لهما من صلاتي جزءا كل ليلة !. كنت خرجت لأوصلهما مشوارا عند بعض نساء بيش .. كان أحد الأصدقاء من الشقيق قد بعث لي بشريط كاسيت لفنان العرب ، وفيه الأغنية: لك حق تزعل ثم لك حق نرضيك مقوى زعل حبيب قلبي وعيني وكنت أستمع للأغنية حال ركوبهما في السيارة ، وبرغم أن أمي المهدية وأمي المسعودية لا تحبان الغناء ، لكنهما لم يمنعانِ من الاستماع ، بل توقفتا عن الكلام وظلتا تستمعان معي .. اليوم أرى – ومع الأغنية – الوجوه الأزهرية أمامي ، ملكتا جمال الكون حسنا وعقلا وأدبًا وسلوكا أمامي ولا أستطيع تقبيل رؤوسهما وأيديهما وتغلبني الدموع شوقا لهما ، فلا أملك إلا الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة وأن تكون الجنة مأواهما ودارهما وسكنا لهما ، بوركت الأعمار والأعمال التي كانت للخير تفعل وللمعروف تصنع .. فقد قضت كل واحدة منكما عمرها تصنع المعروف وتفعل الخير وتعامل الناس بأفضل ما يكون ، وأشهد لله أنكما كنتما أفضل وأحسن مما كتبته اليوم ولَم أوفيكما حقكما .
مشاركة :