بيبان: أن أكون روائياً يعني أني أعيد اختراع نفسي

  • 8/19/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ترجمة وإعداد- مدني قصري «الفرح» رواية رجل سعيد، للفيلسوف الفرنسي تشارلز بيبان Charles Pépin.وهي أيضا تأمل في الفرح، هذه القوة التي، يمكن أن تجعل حياتنا مثيرة. في قراءتها لهذه الرواية تقول مجلة «كليه» الفرنسية: «عرفه القراء فيلسوفا، لكن عند الاطلاع على كتابه الأخير (الفرح) يكتشفون أنه روائي أيضا. فما الذي جعله يختار هذا النوع من الكتابة؟». يجيب بيبان: «أن أكون روائيا يعني أني أعيد اختراع نفسي. لأن جعل المفاهيم الفلسفية أكثر حساسية في قالب أدبي أمر أراه مُهمًّا كثيرا. وهذا في الواقع تقليد عظيم منذ رواية (الراهبة) لديدرو، و(الغثيان) لسارتر، أو (الغريب) لـ كامو». يرى بيبان أن الفرح رواية فيلسوف، «لأن هناك أطروحة بل وطريقة كامنة لتطوير مصدر فرحنا. أولاً، يجب أن نتوقف عن الأمل في أن يكون الغد أفضل. ما أكثر الذين يوهموننا بأن الأمل هو مصدر الحياة. بطلي في الرواية، سولارو، يقول بأن الأمل هو الموت. إن ما يجعلنا نعيش حقا هو الحقيقة، الفرح ينبثق من الواقع، هنا والآن. يجب علينا أيضا إدراك أن وجودنا معجزة وأن نتلذذ بفرحة كوننا نستمتع بالحياة. كل فرح ينطوي على بُعْدٍ ميتافيزيقي. وأخيرا، يجب أن نعي امتلاكنا لهذا المورد حتى نحس به. فكلما فرحنا أكثر صرنا سعداء أكثر». وعن الفرق بين السعادة والفرح يقول: «السعادة حالة من الرضا الهادئ الأكثر ديمومة. أما في الفرح هناك شيء متوافق مع عدم الرضا. قد أكون غير راضٍ عن نفسي، وفي الوقت نفسه أحس بلحظات من الفرح. حسبي فنجان قهوة أحتسيه على السريع، أو أسمع أغنية أحبها لكي أشعر بهذا الفرح». في رواية بيبان الفلسفية يرتكب البطل سولارو جريمة قتل، لكنه يرفض تفسيرها. لأنها في رأي بيبان «لحظة من الجنون، والعمى. لكن المحاكمة التي تلي ستكون لحظة فرح. لسولارو إذن القدرة على أن يفرح مثل الطفل. والقدرة على أن يقسو مثل الطفل أيضا». سولارو راض عن كل ما يحدث له. السعادة عنده أن يقبل كل شيء من دون الرغبة في تغيير أي شيء من حوله؟ السبب، يقول بيبان، أنه «عندما نحب الواقع نمتلئ بقوة تجعلنا أكثر استعدادا لتغييره نحو الأفضل». سولارو ينهي حياته في مستشفى للأمراض العقلية. أيعني هذا أن الشخص المبتهج شخص لا يطاق في المجتمع؟ يقول بيبان: «سولارو لديه قوة لا تقهر على قبول الواقع، سواء من قِبل الذين يحبون الشكوى، أو من الأشخاص التقدميين الذين يريدون دائما تغيير الأشياء نحو الأحسن. ولكن قد يحدث أن الذين يرغبون في تحسين الأمور هم الذين يفاقمون الشر– أنظروا إلى ستالين أو بول بوت. بينما من كان يعرف كيف يقبل الأشياء كما هي، في حكمة وفرح، فلن يقتل أحداً».

مشاركة :