محمد نورالدين: الظواهر الشعرية تصقل تجارب الشعراء

  • 8/19/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الباحث والشاعر محمد عبدالله نور الدين أن تتبع الظواهر الشعرية الإماراتية يضيف إلى الشعراء بعداً مهماً في صقل واكتشاف أقلامهم وتطوير أدواتهم الشعرية. إضافة إلى أنه يلفت انتباه النقاد إلى تعدد الأفكار ومنطلقات الشعراء، جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ممثلة في مركز الشارقة للشعر الشعبي، أول من أمس، بعنوان: بين النقد والإبداع في مدارس الشعر الشعبي في الإمارات، قدمها الباحث والشاعر محمد عبدالله نور الدين، وحضرها الشاعر والإعلامي راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، وعدد من الشعراء والشاعرات والمهتمين بالشعر الشعبي في الدولة. استهلت المحاضرة بكلمة من مقدمها الشاعر ناصر الشفيري، حيث قال: بعض الدراسات النقدية القليلة التي تناولت الشعر في الإمارات تبدو متشابهة في منحاها العام، لأنها تقوم على رؤية عامة لقضايا النقد تغلب عليها النظرة الأفقية التي لا تستقصي الظواهر النقدية النوعية وإنما تؤرخ لها، ولذا يميز النقاد بين النقد باعتباره فعالية خلاقة وفناً وبين الدراسة النقدية أو تاريخ النقد باعتباره ضرباً من المعرفة. تطور مدارس وأشار نور الدين إلى أن تناوله لهذا الموضوع ودراسته يعد الأول من نوعه ويؤكد على التشابه الكبير بين دأب شعوب العالم من جانب على تطور المدارس الشعرية على مستوى الأدب الإنساني. واستعرض نور الدين المدارس الشعرية الإماراتية وملامح كل مدرسة وظواهرها، ففي المدرسة التقليدية لا يتفاعل الشاعر مع قصيدته كطرف بمعزل عن الأطراف الأخرى، وفيها يشكل الشاعر رابطاً قوياً مع المتلقين، وفعل الكتابة عند الشاعر التقليدي يكون بهدف إرضاء الجمهور أكثر من إرضاء الذات أو إبداع نص فني. أما المدرسة الشعورية أو الرومانسية فقد نشأت من ذائقة الشعراء وجرأتهم على طرح عواطفهم وأفكارهم في القصائد بغض النظر عن قبول المتلقي أو الناقد بذلك. وسميت بالشعورية لظهور عواطف الشاعر في قصائده أكثر من أفكاره. أما المدرسة الواقعية فقد نشأت من ذائقة الشعراء الفنية وهي تمثل مرحلة الانتقال من الشعر الشفاهي إلى الشعر الكتابي الحقيقي. وفيها الاهتمام بالنص أخذ بعداً جديداً من الجمال. وفيها يدخل الشاعر في مرحلة تحد مع مقدرته الشعرية وإيراد أبيات بصورة جديدة. وطرح نور الدين نماذج شعرية مبيناً من خلالها الظواهر والملامح المشتركة لأصحاب كل مدرسة على حدة. واختتم نور الدين محاضرته موضحاً أبعاد التطور ممثلة في البعد العام والبعد المعرفي والبعد الاعلامي ودورها في رفع مستوى الشعر الاماراتي. وأضاف: إن ما تطرحه المحاضرة اليوم مستوى جديد من النقد الأدبي من خلال ما تقدمه من تحليل تجربة شعرية واحدة إلى تحليل أجيال من التجارب الشعرية وتصنيفها إلى مدارس وتسميتها التقليدية، الشعورية، الواقعية أو مدرسة النص الرمزية. مجهود كبير له أبلغ الأثر في إنارة الطريق، وصياغة مفاهيم نقدية جديرة بالنظر والتأمل، بالاطلاع على مجموعة من التجارب الشعرية المتنوعة، في ظل شح الدراسات النقدية الإماراتية وندرتها. إبداع في محاضرته أشار الباحث نور الدين إلى أن الشعر فن كباقي الفنون لا نستطيع أن نضع له قوانين وقواعد علمية لا تتغير بمرور الزمان بل هي قواعد تتغير وتتأقلم حسب القصيدة والظروف المحيطة بها، يتعامل بعض النقاد مع هذه القواعد كقواعد علمية ثابتة، وينشأ من ذلك مواجهة مبكرة مع إبداع الشعراء، موضحاً أن تراثنا غير المصنف كمراحل أو كمدارس كان دافعاً للبحث والنقد والتقصي لشرح وتوثيق مراحل تطور الشعر في الإمارات.

مشاركة :