إذا كانت المُرشحات للانتخابات البلدية في جدة (المدينة الأكثر تنوعاً) من الناحية الاجتماعية في السعودية، يخشين من سيّطرة الرجال بسبب (مُساعدة أبناء القبيلة)، و(حُرية لقاء المُرشحين) للترويج لبرنامجهم الانتخابي، و(معرفة الناخبين مُسبقاً) بالسيرة الذاتية للمُرشح، فكيف يمكن وصف حال (المُرشحة) في مدينة مثل (عرعر) شمالاً؟ أو (أبها) جنوباً؟. لاشك أن مثل هذه المخاوف (انهزامية)، وغير مُبشِّرة للمرأة مع صعودها (العتبة الأولى) لمسيرة المشاركة في المجال التنموي والرقابي البلدي، وما نحتاجه في من يشغل مثل هذا الدور هو فوز (المُرشحة) القوية، والقادرة على المُشاركة بفعّالية، بالرأي والمشورة، لخدمة مُجتمعها وبلدها، والاستفادة من الفرصة التي أتاحتها لها الدولة!. المواجهات (النسائية - الرجالية) للترشح للمجالس البلدية، يبدو أنها بدأت مُبكراً، فعلى ذِّمة الزميلة الوطن - أمس الأول -، لجأت (سبع نساء) من جدة، لتشكيل أول تحالف نسائي لدعم المُرشحات، لمواجهة التفوق (الرجالي) المُنتظر!. (التحالف النسائي الجديد) يهدف إلى تبديد بعض المخاوف النسائية، وتطمين المرشحات أنهن لن يكن (لوحدهنّ) بسبب ما يحصل عليه الرجال من مميزات!. المرأة استعدت لهذا الحدث مُنذ (خمس سنوات) تقريباً، بورش عمل، ودورات تدريبة، كما أن النظام كفل المساواة بين الجنسين في العملية الانتخابية، من ناحية التصويت، والترشح, مما يُبدد مثل هذه المخاوف، والتي هي برأيي نتاج تجارب (غير ناجحة) للمرأة في انتخابات مجالس الغرف التجارية، ولكن الميزان هنا مُختلف، فكفت المال والأعمال ترجح دائماً لصالح الرجل!. مؤخراً اطلعت على تجربة رائعة (لجمعية النهضة النسائية بالرياض)، حيث تقدم برنامج لتعريف الناخبين والمرشحين من الرجال والنساء، بالطرق العلمية والعملية للمشاركة الصحيحة، وكيف يمكن أن تجعل (صوتك يِفرق)، وربما كان الحضور النسائي هو الأكبر، بحكم أنها (التجربة الأولى) لدخولهن في مُعترك (صناديق الاقتراع)، وكونها جمعية نسائية تُعنى بالمرأة في المقام الأول!. السؤال المطروح هنا: هل المُرشحين الرجال، استعدوا جيداً ببرامج واضحة؟ ومُقنعة؟ وفعلوا ما فعلته النساء من دخول دورات؟ وتكاتف؟ وتحالف؟!. سيكون مُحرجاً أن تتفوق النساء في أول تجربة، بينما الأمر من وجهة نظر (بعضنا)، محسوم (بحبة خشم)، و(فنجال)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :