ضاعف النظام الإيراني الميزانيات المخصصة للمستوطنات في الأحواز بغية قضم الأراضي وتوطين المزيد من الفرس فيها بعد أن عمدت طهران إلى إرسال مئات الأسر الإيرانية في الآونة الأخيرة أملاً في كبح جماح الأحوازيين الذين يناضلون باستماته من أجل الحصول على حقوقهم المسلوبة وللدفاع عن إقليمهم الذي تحاول إيران إضعافه وتغيير تركيبته الديموغرافية. وذكرت مصادر مطلعة في "الأحواز" أنه في اليومين الماضيين خصصت الدولة الفارسية أكثر من 700 مليون تومان فارسي لعدد من المستوطنات؛ حيث سيتم بناء وحدات استيطانية جديدة، وإعادة صيانة الوحدات القديمة، كما سينفق جزء من هذه الميزانية للأماكن الترفيهية المخصصة للمستوطنين الفرس. وحذر ناشطون سياسيون أحوازيون من تردي الأوضاع في الأحواز ولاسيما الطرق في المدن الأحوازية التي حصدت أرواح الآلاف من أبناء الشعب العربي الأحوازي، كما أعربوا عن استيائهم من هذه السياسات الفارسية العنصرية التي تصب لصالح المستوطنين وعلى حساب الأحوازيين. وفي هذا الجانب عمدت الحكومة الإيرانية إلى تجفيف مياه الأنهار في "الأحواز" وتحديدا في مدينة الحميدية وقراها مما أدى إلى نقص مستوى المياه بنسب قياسية مقارنة بالفترات السابقة لتزداد على إثرها مشاكل الأحوازيين ومعاناتهم من عدم وجود مياه كافية للشرب فضلا عن عدم وجود مياه لسقي الأراضي، وقد نتج عن ذلك تفشي أمراض خطيرة ومنها أمراض الرئة والكبد، وانتشرت حالات التسمم المفاجئة التي تصيب الأطفال وكبار السن أكثر من غيرهم، وارتفعت حالات الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض المنتشرة، لاسيما في المناطق الفاقدة للمستشفيات.
مشاركة :