المدرسة تضبط الساعة البيولوجية

  • 8/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يبدأ أبناؤنا نفض غبار الكسل وآثار السهر الطويل الذي ظل سمة دائمة طوال إجازة الصيف وذلك استعدادا لعام دراسي جديد تتغير معه الساعة البيولوجية للمنزل حيث يعود ضبط ساعة النوم وساعة الأكل والنظام في جنبات المنزل بعد الإجازة وهو مايحتاج إلى إرادة قوية وتعاون كبير بين أفراد الأسرة الواحدة بهذا الشأن حتى يتعود الأبناء على ساعات النوم والأكل والنظام الجديد الخاص بالدراسة. أول يوم دراسي تقول حصة الشدوخي معلمة في المرحلة الثانوية عادة ما تعود الطالبات في أول يوم بأمزجة متفاوتة فمنهن من تقبل على الدراسة والالتقاء بزميلاتها ومعلماتها بروح مرحة فيما تكون أخريات على النقيض تماما ًحيث تبدو عليهن آثار السهر والنعاس ولا تتقبل العودة لمقاعد الدراسة. وتقول فوزية عمار وهي أم لخمسة أبناء لم يتقبل أبنائي فكرة الخلود للنوم مبكرا في الأسبوع الذي سبق المدرسة بحجة أنهم لن يدرسوا في الأيام الأولى بسبب الانشغال في وضع برنامج المدرسة واستلام الكتب وغيرها من الأمور التي لا تجعل الدراسة منتظمة. خلل النوم تقول العنود محمد أخصائية اجتماعية إن بعض أولياء الأمور يستهينون باضطرابات النوم التي ترافق الأيام الأولى من الدوام والتي يكون التأقلم معها صعبا جداً إذ يمكن أن يعاني الطلبة بعض الأعراض في الأيام الأولى من الدوام مثل قلة النشاط خلال النهار وزيادة النعاس ونقص التركيز أيضا الصداع وتعكر المزاج. وأكدت على أهمية ضبط وقت النوم لدى الأبناء قبل الدراسة عن طريق عدد من الحلول ومنها ضرورة تجنب الطلبة مشاهدة التلفاز حتى ساعات متأخرة قبل أسبوع من بدء العام الدراسي لضمان تعويدهم على الاستيقاظ باكراً ايضا قطع الإنترنت لان معظم الطلبة يدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي كذلك الخروج وقت النهار للتسوق والتنزه في الاماكن العامة والعودة للمنزل في المساء لضمان نوم الابناء مبكرا. تنظيم الوقت وتشير أم عبدالله بانها لم تسمح لأبنائها بالسهر في الإجازة حيث حرصت على أن يلتحقوا بالمراكز الصيفية وبعد عودتهم تخرج العائلة لأحد الأماكن العامة لتعود للمنزل في المساء وبعد الثامنة لا يكون أحد منهم مستيقظا ًفالنوم المبكر ينظم الوقت وبالتالي لا تعاني مشكلة الساعة البيولوجية كباقي الأمهات. فيما تقول مرام نواف معلمة في المرحلة المتوسطة مع الأسف اغلب الطالبات يحضرن للمدرسة لاكمال نومهن في الفصل بسبب السهر ومن أهم الأسباب بناء على إجابة عدد من الطالبات تمضية ساعات من الليل في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والدردشة الأمر الذي يؤدي للسهر لساعات طويلة لا تستطيع الطالبة النهوض بعدها للاستعداد ليوم دراسي جديد أيضا متابعة مباريات الأندية وطالبت مرام لآباء والأمهات بضرورة متابعة أولادهم وتنظيم ساعات النوم وقت الدراسة. الأسباب والحلول بدوره يقول الدكتور حسين بن محمد الحكمي أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بجامعة الملك سعود مع نهاية كل عام يبدأ طلاب وطالبات المدارس بتغيير وقت نومهم رغبة منهم في الشعور بأنهم في إجازة وأنهم ليسوا ملزمين بأن يناموا في وقت مبكر ويستيقظوا في وقت الصباح الباكر، وهذا النظام يشعرهم بالارتباط والالتزام والنفس الإنسانية بطبعها تنحى إلى الراحة وعدم الالتزام وفعل ما تريد وقتما تريد وشعور الطلبة بحريتهم في اختيار وقت النوم وأنهم ليسوا بملزمين بالنوم باكراً ولأنه لا يوجد ما يجبرهم على الاستيقاظ مبكرا فإنهم يسهرون إلى وقت متأخر من الليل وربما إلى ما بعد الفجر. ومن الأسباب أيضا توافق بداية الإجازة الصيفية هذا العام مع حلول شهر رمضان المبارك وهو ما يتغير فيه وقت نوم كثير من الناس بحيث ينامون متأخرين بعد صلاة الفجر لأنهم يسهرون إلى وقت السحور وكثير من الناس أيضا يقومون بإنهاء التزاماتهم وارتباطاتهم في الليل مما يجعلهم ينامون في النهار فينقلب وقت النوم من الليل إلى النهار وهذا جعل وقت نوم الناس بشكل عام وطلبة المدارس بشكل خاص يتغير فتتغير مع ذلك ساعتهم البيولوجية بعد ذلك يصبح الجسم قد تعود على أن لا يشعر بالنوم في الليل فتحول وقت النوم من الليل إلى النهار حتى بعد رمضان. تغيرات الطقس! وفي الإجازة الصيفية ومع حرارة الطقس يحرص الناس على أن ينهوا مشاغلهم والتزاماتهم في الليل لأن الجو يكون ألطف قليلا وبذلك يتفادون الخروج في حرارة الجو في النهار الذي قد تصل درجة الحرارة فيه إلى الخمسين درجة مئوية وربما أكثر في بعض المدن فالجو ومتغيراته جعلت أغلب الالتزامات والمناسبات الاجتماعية والزيارات تكون في وقت الليل وكثيرا ما تستمر إلى أوقات متأخرة من الليل فيضطر الناس إلى تعويض ذلك السهر بأخذ الوقت الذي يرغبون من النوم نهارا والذي قد يمتد غالبا إلى ما بعد صلاة الظهر وربما كان إلى ساعات بعد صلاة الظهر عند البعض. ويؤكد الحكمي بأن تغير الحياة الاجتماعية والأجواء الحارة نهارا ورغبة الطلبة في التحرر من الالتزام وشعورهم بأهمية الإجازة والتحرر من قيود أيام الدراسة، كل ذلك يؤدي إلى سهر الطلبة ليلا ونومهم نهارا ما يتسبب في كثير من الإزعاج وعدم الراحة إذا حلت أيام الدراسة واضطروا للاستيقاظ مبكرين ليذهبوا إلى المدارس. ولمعالجة هذا التغير تحتاج الأسرة أن تضع لجميع أفراد العائلة خطة يتم الالتزام بها مع نهاية الإجازة الصيفية بحيث تبدأ بالعودة مبكرا إلى المنزل ومحاولة النوم مبكرا كي يبدأ الجسم في التعود على عدم السهر، وكذلك على الأسرة أن تبدأ تدريجيا في الاستيقاظ في وقت أبكر قليلا مما كانوا يفعلون في أيام الإجازة الأولى وفي منتصفها فالاستيقاظ مبكرا يجعل الجسم يطلب الراحة في وقت أبكر قليلا في الليل فيبدأ وقت النوم في التغير بالشكل الذي يساعده لأن يتقبل النوم في وقت مبكر مع حلول أول أيام الدراسة والحصول على عدد ساعات كافية من النوم ليلا وقبل الذهاب إلى المدرسة، وعلى الأسرة أن تمنع وقت القيلولة فعندما يبدأون نظام الاستيقاظ المبكر يبدأ الجسم في التعب في وقت الظهيرة فيشعر الشخص بالرغبة في النوم والنوم وقت الظهيرة سيجعل الجسم غير راغب في النوم ليلا في وقت مبكر فلا تحصل الفائدة من الاستيقاظ في وقت مبكر، لذا عندما يحين وقت النوم يجب أن تكون وسائل الإزعاج والملهيات والمشتتات بعيدة عن الشخص بحيث لايكون لديه الفرصة بالانشغال في أجهزة الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية مثلا. وأضاف أن تناول وجبات دسمة قبل النوم قد يتسبب في عدم راحة الجسم في النوم فيستيقظ الشخص بعد وقت قصير ولا يستطيع النوم بعدها بسهولة أيضا الخروج من المنزل في الساعات الأخيرة من النهار أو في أول الليل والحركة والتنزه والرياضة كل ذلك يجعل الجسم يبذل مجهودا يرغب بعده في الراحة. تغيير الساعة البيولوجية وبهذا الشكل يمكن العودة للمنزل بعد ذلك والاستعداد للنوم باكرا مما يمكن الجسم من النوم لأنه يحتاج إلى الراحة بعد المجهود الكبير الذي بذل في النهار وكل ذلك يجب أن يبدأ قبل بدء الدراسة بفترة كافية ليتعود الجسم وتتعدل الساعة البيولوجية ففعل أي من تلك الحلول في آخر يوم في الإجازة يجعل الأسبوع الأول من الدراسة مرهقا ويكون الطالب أو الطالبة فيه قليلي الاستيعاب والتركيز، لذا فإن أقل فترة ممكنة لذلك تكون من ثلاثة أيام إلى أسبوع بحيث يتم تطبيق تلك الخطوات التي تم التخطيط لها والالتزام بها وقد يواجه بعض الآباء والأمهات نوعا من الرفض لتلك الخطة وهنا عليهم أن يكونوا واضحين ويبينوا للطلبة الفائدة من ذلك على سلوكهم وعقلهم وجاهز يتهم للدراسة وضبط نومهم الذي يعود بالنفع عليهم هم ففترة الإجازة ستنتهي ولابد من العودة إلى أوقات النوم الطبيعية. النوم مبكراً وحول التعامل مع الابناء الصغار الذين يعترضون عندما يطلب منهم النوم باكرا مقارنة بمن هم أكبر منهم من إخوتهم فيمكن أن يبين لهم أن جسم الإنسان وعقله يحتاج للنوم ساعات أكثر كلما كان عمر الشخص أصغر يحتاج جسم الإنسان ومنه الدماغ إلى النوم كي يكون جاهزا للجرعات التعليمية التي يتلقاها في المدرسة، وهناك دراسات أثبتت أن نقص النوم يتسبب في إحداث اضطرابات تمنع الطالب من التركيز وتلقي المعلومات بشكل سليم ويصعب من استرجاعها واستذكارها وهذا بالتالي ينعكس سلبا على الأداء الأكاديمي للطالب أو الطالبة فالنوم يساعد الدماغ ويريح الخلايا العصبية فيه، ونقص النوم يؤثر عليها سلبا فنجد أن الطلبة الذين يحصلون على عدد ساعات نوم كافية أكثر تفوقا من الطلبة الذين يعانون من اضطرابات النوم أو لا يحصلون على عدد ساعات كافية من النوم كذلك تؤثر قلة النوم على سلوكيات الأشخاص فمن يحصلون على قسط كاف من النوم يستطيعون التحكم في مشاعرهم وأفعالهم وردود الأفعال أيضا فلا يثيرهم أي شيء ويمكنهم التفكير بشكل سليم فلا يقومون بأفعال قد تعود عليهم بالضرر وقلة ساعات النوم تتسبب في سرعة غضب الشخص وتهيجه واستخدامه لأنواع العنف أكثر من غيره فقد يقومون بالعنف اللفظي أو البدني بسرعة مقابل أي فعل لا يعجبهم أو عندما يتعرضون لموقف يحتاج تركيزاً وحكمة وصبراً وتأنياً.

مشاركة :