صراحة وكالات : لوحت الولايات المتحدة وبريطانيا بفرض عقوبات على حكومة جنوب السودان بسبب رفضها التوقيع على اتفاق سلام، فيما يدرس مجلس الأمن الدولي خطوته المقبلة لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة هناك. ووصف المبعوث الأميركي للشؤون السياسية ديفيد بريسمان الثلاثاء 18 أغسطس/آب الإخفاق في التوقيع على الاتفاق الذي ينهي 20 شهرا من النزاع المسلح بأنه أمرمشين، وأضاف أن الوقت قد حان لممارسة الضغوط على أي شخص يعيق التوصل إلى اتفاق السلام. واكد أن على مجلس الأمن التحرك لتعبئة جميع إمكانياتنا وزيادة الضغط على من يعرقلون السلام. ودعا الدبلوماسي الأمريكي أيضا إلى اتخاذ خطوات لضمان محاسبة ومقاضاة المسؤولين عن الفظاعات التي ارتكبت خلال الحرب التي أودت بحياة عشرات الألاف. بدوره قال نائب المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة بيتر ويلسون اذا لم توقع الحكومة على الاتفاق فعلينا جميعا أن نكون حازمين في الخطوات التالية. وأضاف لا يمكننا أن نجلس بينما يتقاتل القادة وتزداد معاناة شعبهم. وفي وقت سابق من الثلاثاء طالبت أوغندا الفصائل المتنازعة في دولة جنوب السودان بتنحية مصالحها الشخصية جانبا وإبرام اتفاق سلام ينهي الاشتباكات والقتل العشوائي بينها. وتأتي هذه المطالبة بعد يوم من رفض رئيس جنوب السودان سيلفا كير توقيع اتفاق لإنهاء الصراع المسلح المستمر منذ 20 شهرا، حيث جاءت المطالبة بكلمات جافة تؤكد نفاد صبر القوى الإفريقية والعالمية إزاء تكرار انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار وما تم التوصل إليه من اتفاقات أخرى في دولة جنوب السودان. وقال شابان بانتاريزا المتحدث باسم الحكومة الأوغندية إن الحكومة تعلم مدى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة، خاصة عندما يكون إحساسها بذاتها متضخما، وعندما تضع مصالحها الشخصية قبل المصلحة الوطنية. ومن جانبه قال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي خلال مؤتمر صحفي عقده بعد عودة الرئيس سيلفا كير إلى العاصمة جوبا بعد محادثات السلام في إثيوبيا: نؤمن بشدة بأن هذه الوثيقة لا يمكن أن تنقذ شعب جنوب السودان. وقال إنها استسلام ونحن لن نقبل بها، مضيفا أن الحكومة ستناقش الاتفاق مع الشعب لمدة 15 يوما. وفي وقت سابق شوهد الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني وهو يخرج غاضبا من المباحثات التي كانت تجري في إثيوبيا. واتهمت جماعات حقوقية الجانبين في جنوب السودان بارتكاب انتهاكات وبالقتل العشوائي في الاشتباكات والغارات التي قاتلت فيها قبائل النوير التي ينتمي إليها نائب الرئيس مشار قبائل الدنكا التي ينتمي إليها الرئيس كير. يذكر أن أكثر من عشرة آلاف إنسان قتلوا ونزح أكثر من مليونين عن بيوتهم من جراء الصراع المسلح هناك.
مشاركة :