غداً سيكون يوماً مفصلياً في التاريخ السياسي، حيث سينتخب المتحلطمون نوابهم ليمثلوهم في السلطة التشريعية التي يفترض أنها سلطة رقابية وتشريعية تراقب وتحاسب السلطة التنفيذية التي لا علاقة للمواطنين في اختيارها، ولأن الشعب الكويتي اعتاد على التحلطم في الدواوين ووسائل التواصل الاجتماعي طوال السنوات الأربع الماضية منتقداً سوء أداء نوابه والكم الهائل من قضايا الفساد والانحراف وسوء الإدارة دون أن يفعل مجلس الأمة شيئاً حيالها، بل إن البعض اتهم المجلس بالمشاركة في هذه القضايا من خلال التستر عليها أو الوقوف جانب الضالعين فيها، الأمر الذي يجعلنا نعتقد وفي مثل هذه الحالة أن يكون التغيير في المجلس القادم كبيراً لنترجم سخطنا على المجلس الماضي، ولنكون صادقين مع أنفسنا، فلا يعقل أن نتحلطم وننتقد المجلس السابق، ثم نعود لنعيده مرةً أخرى. لقد أثبت المجلسان السابقان فشل النظام الانتخابي الحالي، وثبت أن المشاركة فيه لن تجدي نفعاً ولن تغير من المعادلة السياسية ولكن مادام أنه الواقع، ويرى البعض أن نتعامل معه، فمن الواجب أن نتعظ وندرك خطورة هذا الواقع المرير، ونتعامل معه بطريقة علمية وعملية ناجحة حتى لا نخسر أربع سنوات أخرى لا نملك معها سوى التحلطم والمزيد من الفساد والتخلف. يعني بالعربي المشرمح: تبون الفساد ولا ما تبونه؟ إذا تبونه فغداً أعيدوا انتخاب من سانده ووقف جانبه، وإذا ما تبونه فعليكم واجب شرعي ودستوري وأخلاقي: غيروا المعادلة ولا تعيدوا من نكث وعده وعهده، ومن تكسب على حساب مستقبلكم ومستقبل وطنكم، ولا تنخدعوا حتى لا تتحلطموا، فالكويت غداً أمانة بأعناقكم يا من ترون في المشاركة جدوى التغيير.
مشاركة :