إعطاء النصائح ومشاركة التجارب في المجمل أمر محمود، وقد يمهد الطريق أكثر لمن يشرعون في أعمال أو مشاريع جديدة ويجنبهم العقبات، ولكن في بعض الأحيان وتحديدا في عالم المال والأعمال إذا جاءت النصيحة من رائد أعمال شاب وكان والده ثريا وذا منصب أو من عائلة مشهورة بالثراء لا تكون نصيحته حينها مقبولة عند البعض، بل قد يقولون بالعاميّة: (شوف مين يتكلّم، طبعا مولود في فمه ملعقة ذهب ايش عرّفه بمعاناتنا) بينما البعض يأخذ هذه النصائح على أنها الأفضل؛ كونها جاءت من شخص - كما يقال - (يعرف كيف يصنع الريال) وأن انتماءه لأسرة ثرية لا يعني بالضرورة أنه متخاذل ولم يجتهد على نفسه، وفي أحيان كثيرة يفضل البعض نصائح المكافحين أو من يطلق عليهم المبتدئين من الصفر. الغرور والقبول عن قبول النصيحة بشكل عام وفي هذا الصدد بشكل خاص أوضح الاستشاري الاجتماعي والأسري الدكتور شجاع القحطاني، أن الأشخاص يختلفون في قبول النصائح باختلاف تجاربهم ومشاعرهم وخبراتهم؛ فالبعض يرى أن خبرات الآخرين هي بمثابة المعلم والمرشد بالتالي يستفيد منها وتقلل من إخطائه وتختصر عليه الطريق وهذا النوع من الأشخاص دائما ما نراه في حالة نجاح وتطور للأفضل في جميع المجالات حتى على الصعيد النفسي. أما النوع الآخر من الأشخاص فيرون أن النصائح تقلل من قيمتهم وأن نجاح الآخرين يعتبر فشلا له، ويراها نوعا من الكبر والمبالغة فيرفض مثل هذه الخبرات والتجارب ويحرم نفسه من الاستفادة منها. صورة نمطية حول ما إن كانت النصيحة تعد في مكانها خاصة إذا جاءت من شاب مرت عائلته بتجارب كثيرة في عالم الأعمال، أوضح الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالله القرني، نجد أن الواقع يؤكد أن النجاح مقرون بالتجربة ومدى خوضها، فالأساس العلمي أن الناجح في مجال محدد ونجاحه كان لافتا يسمى خبيراً في هذا المجال، بغض النظر عن الخلفيات الأخرى عوضا عن التنشئة الاجتماعية في بيئة ثرية بمجال ما تعززه وتغذيه وتميزه عن غيره. في هذا الصدد قال القرني إن الصورة النمطية عن ريادي الأعمال الشاب ابن العائلة الثرية غير صحيحة في بعض الأحيان، كما أن هذا الشاب استمر ونجح لأن لديه العزيمة والإرادة والإصرار وكل المهارات التي ساعدته على النجاح، فلا يمكن أن ينجح الشخص فقط لأن والده ثري. الناحية الاقتصادية فيما يخص النصائح التي تقدم من هذه الفئات ومدى نجاحها اقتصاديا، أكدت المهتمة بالشأن الاقتصادي ندى الربيعة، أنه ينبغي الاستماع لكافة النصائح التي تعطى وانتقاء الأفضل منها، وعلى العكس من الضروري أن نستمع لنصائح رواد الأعمال الشباب الذين ينحدرون من أسر اشتهرت في عالم الأعمال والتجارة، وذلك لأن هؤلاء الأبناء استفادوا من خبرات آبائهم، ولا ننسى أن هؤلاء الآباء قد بدأوا من الصفر وفي الأغلب يربون أبناءهم على نفس النسق، تابعت الربيعة، هذه الفئة من رواد الأعمال تنقل النصائح التي استفاد منها وجعلت منه ناجحا، إضافة لخبرته الشخصية التي صنعها. رفض النصيحة عن أسباب رفض النصيحة اجتماعيا يقول الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالله القرني، إن النصيحة تمثل عادة اجتماعية ضاربة في القدم بالمجتمعات الإنسانية، وعدم تقبل النصيحة الذي يصدر من البعض قد يعزى إلى عدة أسباب منها: - طبيعة النصيحة: ومدى ملاءمتها للفرد وإدراكه لمعناها والقدر الذي قد تلامس به احتياجاته وقدرتها على توجيهه نحو الصواب ومدى توقيتها للفرد وحاجته. - الطبقة الاجتماعية: قد ينظر الكثير من أفراد المجتمعات إلى أن الطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا تميل إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات وتفضيلات الآخرين، أي أنها بمعنى آخر تكون أكثر تعاطفاً، على نقيض أبناء الطبقة الاجتماعية العليا الذين لا يفهمون مشاعر الآخرين، وأن تقديمهم للنصيحة إنما هو نمط من التنظير والاستعلاء وإبراز الذات، كما أنهم لا يشعرون بمعاناة الطبقات الاجتماعية الأخرى. ولخص القرني 4 مهارات اجتماعية للتعامل مع النصائح المقدمة: الابتكارية: حيث يفضل أن ينظر الفرد إلى النصيحة ومدى ما تحقق من توليد أفكار جديدة ومفيدة. العملية: حيث يفضل أن ينظر الفرد إلى النصيحة ومدى ما يمكن لتطبيق هذه النصيحة وما تحمله من الأفكار. التحليلية: حيث يفضل أن يحلل الفرد النصيحة للتأكد من أن ما بها من الأفكار مفيدة له. الحكمة: حيث يجب أن يتناول الفرد الأفكار بنوع من الحكمة من أجل ضمان أن تنفيذ الأفكار سيساعد على ضمان الصالح العام وصالحه الخاص أيضا. أسباب رفض النصيحة طبيعة النصيحة ومدى ملاءمتها للفرد وإدراكه لمعناها، والقدر الذي قد تلامس به احتياجاته وقدرتها على توجيهه نحو الصواب ومدى توقيتها للفرد وحاجته. الطبقة الاجتماعية: قد ينظر الكثير من أفراد المجتمعات إلى أن الطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا تميل إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات وتفضيلات الآخرين.
مشاركة :