من حسن حظي أنني قابلت فارس الدبلوماسية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل – يرحمه الله – حوالي عشر مرات في مناسبات عديدة من خلال مشواري الصحفي سواء في القاهرة أو في جدة أو في الرياض أو مكة المكرمة ولعلني ما زلت أذكر لقاءاته المتكررة إلى القاهرة حيث كان الفقيد الكريم على اتصال بالصحفي الشاب رفقي الطيب الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة القاهرة ويراسل من هناك (جريدة الندوة السعودية)، ومن خلال زمالتي للأستاذ رفقي الطيب حيث كنت اراسل في هذا الوقت المبكر (مجلة اليمامة السعودية من القاهرة).. تعرفت على الأمير الشاب سعود الفيصل خلال رحلاته المكوكية لمصر وكان شاباً بشوشاً خلوقاً يحاول أن يتعامل معنا برفق ويقدم لنا المعلومة ولكن بأسلوب دبلوماسي رائع. وحين جئت للمملكة حضرت عدة لقاءات صحفية سواء في مؤتمرات القمة العربية أو القمة الإسلامية أو في لقاءات صحفية لمنظمة التعاون الاسلامي ولاحظت في هذه اللقاءات مدى ارتباطه بالسيد عمرو موسى وزير خارجية مصر ثم الأمين العام لجامعة الدول العربية فيما بعد، فقد كانا (صديقين حميمين) هكذا بدت لي صورة التعامل معهما وكل منهما يقرأ أفكار الآخر ويتحدث بلسانه.. من خلال لقاءاتي الصحفية كنت اشعر بالذكاء الحاد (في بريق عينيه) وهو يجيب عن الاسئلة وعيناه تتفحصان الوجوه التي أمامه من الصحفيين ويحاولون الحصول منه على خبر جديد أو تعليق على حدث مهم هذا هو سعود الفيصل الذي عرفته وعرفه العالم العربي والإسلامي والعالم كله وحينما رثاه العالم كله عرفت كيف كان قدر هذا الرجل ومكانته وهو خريج مدرسة الثغر النموذجية بالطائف حيث كانت هذه المدرسة تستقبل الامراء وأبناء الصفوة ليتلقوا نوع من التعليم الخاص الذي أهلهم فيما بعد للوصول إلى أعلى المناصب والنجاح فيها. وعندما ولد الأمير سعود الفيصل ألقى الشاعر والأديب السعودي الأستاذ فؤاد شاكر قصيدة أمام الملك فيصل بن عبدالعزيز بهذه المناسبة نقتطف منها هذه الأبيات: كأبيه السمح في أخلاقه أقبل الشبل على أمثاله فازدهى الغاب على أشباله وتراءت للمنى وضاءة زهرات الروض في أمثاله وتلاقى كل مجد يافع بعظيم المجد في أبطاله من أباة الضيم والقوم الأُلى نهض المجد بهم في آله يا كريم الجد من خير أب وأخا الزمرة من أشباله وسليل الملك ممن وطدوا عزمات الملك في آماله كن كما شاء لك الله أمراً كأبيك السمح في أفعاله كأبيه السمح في أخلاقه عالي النفس على منواله
مشاركة :