كرّم مجلس العلاقات العربية الدولية، أول من أمس في الكويت، الراحل الأمير سعود الفيصل، وذلك بحضور الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الكويتي، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الكويت، والدكتور عبد العزيز الفايز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت، وعدد من السفراء العرب والأجانب. وأقام المجلس ندوة تحت عنوان «سعود الفيصل.. السياسة في حضرة الأخلاق»، وشدد الشيخ صباح خالد الصباح على دور الراحل الأمير سعود الفيصل في خدمة قضايا الوطن والأمتين العربية والإسلامية وإسهامه في حفظ السلام العالمي. وقال إن مجلس الوزراء قرر إطلاق اسم الفقيد على أحد المعالم الرئيسية لدولة الكويت تقديرًا وتخليدًا للمسيرة العطرة لهذا الرجل وإسهاماته المشهودة على الأصعدة كافة وعرفانًا بمواقفه البطولية تجاه دولة الكويت وشعبها، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية تعكف على تحديد واختيار أنسب هذه المعالم الرئيسية لتلبي وتعبر عن مكانة هذه القامة العالية. وأشار إلى أن الفقيد نشأ في كنف وزير الخارجية المؤسس للسياسة الخارجية السعودية الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز الذي وضع اللبنات الأساسية للسياسة الخارجية للسعودية وعلى الأصعدة العربية والإسلامية والدولية كافة. ورأى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أن الأمير الفيصل كان من بين الدعاة الكبار للتلاحم الخليجي كونه يمثل رافدًا أساسيًا للعمل العربي المشترك، وكان من دعاة تطوير الإمكانات الدفاعية الخليجية وعدم الركون فقط إلى التحالفات الدولية من منطلق قراءته الثاقبة للسياسة الدولية وتقلباتها. من جهته، تحدث الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في كلمته في الحفل عن مواقف الراحل الأمير سعود الفيصل على الصعد الإسلامية والعربية والدولية كافة، ومنها في الأمم المتحدة بعد الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في عام 1990، ودوره في جامعة الدول العربية واهتمامه بالقضية الفلسطينية، ومحاولة رأب الصدع بعد تدهور الوضع في سوريا. وقال: «لقد كان سعود الفيصل صادق الكلمة، واضح التعبير، لا يوارب ولا يدلس، تعلم من والده أن السياسة لا تعني الدسيسة والنفاق؛ بل هي قول الحق في موضعه لكي يعرف العدو موقعك ولا يغلط في حقك، ولكي يركن إليك الصديق ويعرف ما مداك». واستذكر الأمير تركي الفيصل موقف الأمير سعود الفيصل عندما عاد إلى الرياض وطلب منه رئيس مجلس الشورى أن يلقي بيانًا سياسيًا عن الأوضاع في المنطقة، وفي أثناء كلمته أمام المجلس عرج على حالته الصحية بعد أن كان قد أجرى آخر عملية جراحية من سلسلة العمليات التي أُجريت له، وقال: «إن وضع عالمنا العربي ليس ببعيد عن وضع حالتي الصحية»، وفي الخطاب نفسه، وبعد أن شرح أسباب قيام التحالف لنصرة الشعب اليمني لكي يعود الحق إلى نصابه، قال الراحل: «نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها». من جهته، وصف محمد الصقر رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية، الأمير سعود الفيصل بفارس الدبلوماسية السعودية الذي ترجل بعد 40 عامًا من العمل اجتمعت له فيها عبقرية الموهبة وكفاءة المجهود.
مشاركة :