يعتبر العام الجاري مختلفاً بالنسبة للناس عن كل ما مر من أعوام سابقة بسبب جائحة كورونا، وما ترتب على هذا من حجر صحي استمر لأشهر عدة، فوجد الناس أنفسهم أمام وقت كان يمكن أن يقضوه في الأسواق والمقاهي والزيارات وما إلى ذلك، وهو ما جعلهم يتجهون إلى ممارسة أنشطة وتخصيص أوقات أطول لميول كانت مؤجلة، ومن أكثر الميول التي يخصص الناس وقتاً لها القراءة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تعرض على القنوات التلفزيونية وعلى المنصات المتعددة عبر الإنترنت، وجاء الخيار الثاني هو الأكثر جاذبية للجمهور، وذلك من خلال استطلاع «البيان» الأسبوعي الذي تطرحه على القُراء، على الموقع الإلكتروني وعبر حسابها على «تويتر» إذ جاءت نتائج السؤال وهو «هل كانت ميولك في عام 2020 متجهة إلى قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات» 73.1 % نسبة مشاهدة الأفلام والمسلسلات على حساب «البيان» في تويتر، وانخفضت النسبة إلى 51 % على الموقع الإلكتروني. ويبقى السؤال هل ثمة علاقة ما بين القراءة وصناعة الأفلام، التي ترتكز على النصوص المكتوبة وعلى الروايات والقصص. أبعاد متنوعة قال الأديب حارب الظاهري المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي: إن المقاربة ما بين القراءة ومشاهدة الأفلام أمر جيد كون معظم الأفلام مستنبطة من روايات وكتب ذات رؤية. وأضاف: عندما أخذت صيتها أحالها المنتج إلى صورة سينمائية، بمعنى آخر أن الكتاب هو الأساس وهو الفضاء الأول لأي إنتاج تلفزيوني أو سينمائي. وأوضح الظاهري: إذا تفوقت المشاهدة على القراءة يعني هناك من قرأ وأراد المشاهدة لأكثر من مرة أو هناك من أدمن مشاهدة الأفلام وهذا شيء طبيعي. وفسّر: لأن الصورة تنقل المشاهد إلى رؤى مختلفة وأبعاد سينمائية يهضمها المشاهد بسرعة لكن قليل من يقبل القراءة المتأنية القادرة على الاختزال والتلذذ بالصورة والمشاهد التي يكتبها الكاتب إنها منهجية مختلفة ذات رؤى مختلفة، وشدد الظاهري على أنه ومهما تفوقت المشاهدة السينمائية يظل الكتاب رافداً مهماً للقراءة وللمشاهدة السينمائية. وسائط متعددة المؤلف والمخرج فاضل المهيري قال: إن العام 2020 مختلف تماماً وهو ما أجبر الناس على العديد من الخيارات المتنوعة والمتوفرة من قبل، مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات عن طريق الوسائط المتعددة. وأضاف: ازداد أيضاً خيار مشاهدة السينما عبر التطبيقات الذكية في العام 2020، كما ازداد عدد المشتركين في قناة نتفلكس. ورأى المهيري أن اتجاه الناس إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات أكثر من الكتب لأن هذا الخيار أسهل عليهم. وفسّر: خصوصاً وأن الهاتف الذكي يوفر عبر المكتبة البصرية الكثير الكثير من الخيارات. وأوضح: لو كانت قراءة الكتب جزءاً من ثقافتنا لكان هناك اتجاه أكبر إلى القراءة ومع ذلك أتاح «كوفيد 19» للكثير الناس فرصة الاطلاع على كتبه وقراءة الكتب التي كان قد اشتراها سابقاً ولم يتوفر له الوقت لقراءتها. تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :