لندن - طوّر باحثون بريطانيون فحص بول رائد يكشف سرطان المثانة بدقة فائقة تصل إلى 100%، ويساهم في تغيير طريقة تشخيص الاصابة بالمرض المنتشر في العالم. وسرطان المثانة هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، حيث يتم تشخيص ما يقرب من 76 ألف حالة جديدة لسرطان المثانة سنويا، في الولايات المتحدث الأميركية وحدها. ويتطور المرض لدى الرجال حوالي 3 إلى 4 مرات أكثر من النساء، ويحدث سرطان المثانة غالبا لكبار السن، وتشمل أبرز علاماته الدم في البول والشعور بالألم عند التبول وألم الحوض. ومن المتعارف عليه من الناحية العلمية أن اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة يساعد على البقاء على قيد الحياة بنسبة كبيرة. وأوضح باحثون أن الاختبارات الأكثر شيوعًا لكشف سرطان المثانة تشمل اختبار الدم. والاختبار الجديد الذي يحمل اسم "أي رو 17" نال الموافقة من الجهات الطبية المختصة وسيتم استخدامه في المستشفيات البريطانية في بداية فبراير/شباط. ويبعد الفحص الجديد عن المريض عناء التنقل بين المستشفيات واجراء العديد من الفحوصات التقليدية للكشف عن سرطان المثانة. ويمكن أن تحل الخزعة السائلة الرائدة محل اختبار مقياس العمق المستخدم حالياً من قبل الأطباء. وتقوم اختبارات مقياس العمق بفحص البول بحثاً عن آثار للدم، والتي يمكن أن تكون علامة على الإصابة بسرطان المثانة، وتتم إحالة المرضى الذين لديهم نتيجة إيجابية إلى سلسلة من الإجراءات للحصول على تشخيص نهائي. ونظراً لمعدل الدقة المرتفع لفحص البول الجديد "أي رو 17" فهو قادر على أن يستبعد الإصابة بالسرطان أو يكشف عنه في المرحلة الأولى، مما يعني أن الفحوصات الأخرى غير ضرورية. ويعتقد أخصائي المسالك البولية الدكتور نيكيل فاسديف أن الاختبار الجديد "يمكن أن يغير عملية تشخيص سرطان المثانة بأكملها".  وأوضح باحثون أن سرطانات المثانة ترتبط بالطفرات الوراثية الموجودة في المثانة لدى المريض أو في مجرى البول بأكمله، وتظهر هذه الطفرات في مريض واحد من كل 5 مرضى يعانون من سرطان المثانة. ووافقت هيئة الغذاء والدواء الأميركية على عقار لعلاج البالغين المصابين بسرطان المثانة المتقدم الذين لم يستجيبوا للعلاجات الحالية للمرض. وأوضحت الهيئة أن العقار يطلق عليه اسم (Balversa)، ويعالج سرطان المثانة الذي ينتشر نتيجة طفرات جينية تحدث بسبب العلاج الكيماوي للسرطان. واستجاب عدد من المرضى للعلاج الجديد، رغم عدم استجابتهم في السابق للعلاج باستخدام عقار "بمبروليزوماب" وهو علاج قياسي يستخدم حاليا لمرضى سرطان المثانة المتقدم. وتقول دراسات نشرت نتائجها في مجلة علوم السرطان إن اكتشاف الطفرات الوراثية في الجسم يساعد على التنبؤ بالسرطان قبل سنوات من ظهور أعراضه.