الحقوق المشتركة بين الزوجين (1-2)

  • 8/21/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالوفاء بالعقود، في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود، سورة المائدة، ومن أغلظ العقود عقد النكاح، لقوله تعالى: وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً، سورة النساء، ومن موجبات الوفاء بعقد النكاح أداء الحقوق بين الزوجين، ومن أهمها حق الاستمتاع الذي مهّد التشريع الإسلامي الطريق الصحيح له في العلاقة الزوجية، بل دعا إليه وحث عليه، وجعل في ذلك أجراً ومثوبة، وأساس هذا الحق قوله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، سورة الروم، فلكل واحد منهما حق الاستمتاع بصاحبه، بل يجب على الزوج ديانة أن يعف زوجته، ويبعدها عن الوقوع في الحرام، كما لا يجوز للمرأة أن تمنع زوجها إلا إذا وجد عذر شرعي، لأنه يجب عليها أن تعف زوجها كذلك، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح، ويقول صلى الله عليه وسلم: وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرايتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. فلا ينبغي للرجل أن ينشغل بما يحول بين الزوجة وتمتعها بحقها منه، سواء كان الانشغال في عبادة أو تجارة، لما روي أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقالت: يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي، والله إنه ليبيت ليله قائماً، ويظل نهاره صائماً، فاستغفر لها وأثنى عليها، وقامت راجعة، فقال كعب: يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في عدم قربانها، فقال عمر: أقض يا كعب بينهما، فإنك فهمت من أمرها ما لم أفهم، فقال كعب: علي بزوجها، فأتي به فقال له: إن أمراتك هذه تشكوك، فقال: أفي طعام أم شراب؟ قال: لا ولكنها تشكوك لعدم قربانها، ثم قال كعب: إن الله أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلك ثلاثة أيام ولياليها تعبد فيها ربك، ولها يوم وليلة، فقال عمر: والله ما رأيك الأول بأعجب إلي من الآخر، اذهب فأنت قاضٍ على أهل البصرة. أما الأمر الآخر فهو يتعلق بالمعاشرة بالمعروف، فكل من الزوجين مطالب بإحسان العشرة بأن يسعى كل منهما إلى ما يرضي الآخر، من حسن المخاطبة، واحترام الرأي، والتسامح والتعاون على الخير، ودفع الأذى، والبعد عما يجلب الشقاق والنزاع، لأن حاجة أحدهما للآخر كحاجته إلى لباسه، لقوله تعالى: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، سورة البقرة، ويقول سبحانه وتعالى وعاشروهن بالمعروف، سورة النساء، ومن حسن المعاشرة أيضاً قيام العلاقة بينهما على أساس من الاحترام المتبادل، وقيام كل منهما بأداء ما عليه من واجبات، وقيام كل منهما بدوره في بناء الأسرة وتربية الأبناء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً. وهذا ما أكدته وأشارت إليه المادة (54) من قانون الأحوال الشخصية الاتحادي في ما يتعلق بالحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين، حيث نصت على: حل استمتاع كل من الزوجين بالزوج الآخر فيما أباحه الشرع، المساكنة الشرعية، وحسن المعاشرة، وتبادل الاحترام، والعطف والمحافظة على خير الأسرة، والعناية بالأولاد، وتربيتهم، بما يكفل تنشئتهم تنشئة صالحة.

مشاركة :