بعقوبة،العراق 10 ديسمبر(شينخوا) شكل بدء تصدير شحنات كبيرة من أجود أنواع التمور في محافظة ديالى شرقي العراق، بارقة أمل في إحياء بساتين النخيل التي تعرضت إلى سلسلة انتكاسات كبيرة بعد 2003 أسهمت في تقليص مساحتها بنسبة 30 بالمائة وتدني الإنتاجية بمعدلات كبيرة. وقال رعد مغامس التميمي، رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، لوكالة أنباء (شينخوا)،أن" ديالى صدرت أكثر من ثلاثة آلاف طن من التمور العراقية إلى أسواق عربية وأخرى في جنوب شرق أسيا، بالإضافة إلى المغرب العربي، خلال هذا الموسم ". وأضاف، أن" ديالى لأول مرة تصدر هذه الكمية الكبيرة بعد 2003 مما أعطى أشارات إيجابية لانقاذ قطاع التمور الذي تعرض إلى انتكاسات كبيرة بسبب الاضطرابات الأمنية والآفات والجفاف وتنامي موجة تجريف البساتين بسبب أزمة السكن". وتوقفت عمليات تصدير التمور في ديالى بعد 2003 بسبب الأوضاع الأمنية المتردية والصعوبات التي رافقت عمليات التصدير والتسويق. وتابع التميمي،أن" تصدير التمور حقق عوائد مالية جيدة أسهمت في تسديد التكاليف، مما دفع البعض إلى البدء بشكل جدي في إعادة زراعة بساتين جديدة تضم بعض الأصناف النادرة من التمور خاصة التي عليها أقبال في الأسواق الأجنبية والعربية وخصوصا الأسواق الخليجية". أما محمود العبيدي الذي يمتلك مزرعة لانتاح فسائل النخيل وخاصة الأصناف النادرة، فقال إن "ارتفاع وتيرة التصدير للموسم الحالي، دفعت العشرات من الفلاحين، إلى البدء بإنشاء مزارع للنخيل وخصوصا النوعيات النادرة"، لافتا إلى أنه باع أكثر من 500 فسيلة حتى الأن. وأضاف العبيدي،أن" ديالى تتميز بوجود العشرات من أصناف التمور، لكن هناك 30 صنفا مرغوبة جدا، لذا فإنه يعمل على زيادة فسائلها بسبب وجود طلب متزايد على زراعتها ضمن المزارع النموذجية التي أصبحت بمثابة استثمار يسعى الكثير إلى تطبيقه خاصة وأن موسم التصدير شكل مصدر دخل إضافي وجيد للكثيرين". ويقدر حجم بساتين النخيل في ديالى باكثر من 70 الف دونم تنتشر في مناطق بعقوبة وبهرز والخالص وابي صيدا، إلا أن جزءا كبيرا منها تعرض للهلاك في السنوات الماضية بسبب الحرائق والافات والتجريف. وأكد، علوان العزاوي، صاحب مزرعة للنخيل، قرب مدينة بعقوبة، أنه صدر لأول مرة منذ 17 سنة 120 طنا من التمور، لافتا إلى أن التصدير بوابة مهمة لتعريف العالم بانتاجنا الفاخر، بالاضافة إلى أنه يحقق ربح مادي جيد. وأضاف،ان" نجاح موسم التصدير للعام الحالي سيدفع إلى الاعتناء ببساتين النخيل ويشجع فلاحين آخرين على الشروع بإنشاء مزارع جديدة للنخيل"، مبينا أن "الكثير من الدول ترغب بالتمور العراقية بسبب جودتها". إلى ذلك بين مصطفى حسن تاجر تمور، أن" ديالى محافظة تتميز بوجود أصناف جيدة من التمور التي عليها طلب واسع في الخارج، لذا فإن نشاطنا في تصدير التمور اعتمد على 15 صنفا حتى الأن، من أبرزها الزهدي والخستاوي والبرحي واسطة عمران والتبرزل"، مؤكدا بان "التمور جرى تسويقها إلى أكثر من 14 دولة". وأشار حسن إلى أن" الهند أكثر بلدان العالم رغبة في التمور العراقية وخاصة الزهدي"، مبينا أن ديالى ربما تصدر العام المقبل أكثر من 20 الف طن لو سهلت الإجراءات في التصدير وتم في وقت مبكر، لافتا إلى أن أرباح التصدير ستؤدي إلى الاعتناء بالبساتين والدفع باتجاه إنشاء مزارع جديدة وهذا ما يحصل حاليا رغم أن الأعداد ليست كبيرة ولكنها بداية في الاتجاه الصحيح". وبحسب ما أكده المهندس الزراعي، حاتم محمود الزيدي، من مديرية الزراعة بمدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، فأن المحافظة قد فقدت 30 بالمائة من بساتين النخيل بعد 2003 بسبب الاضطرابات الأمنية والأهمال . وأعتبر، أن" فتح بوابة التصدير للتمور، ستعطي مرونة عالية للمزارعين في تأمين نوافذ للبيع وتحقيق الأرباح بل تطوير ملف التسويق من خلال الصناعات التكميلية من أجل تحسين أداء التسويق والتماشي مع زيادة الطلب في الأسواق العالمية". وكانت وزارة الزراعة العراقية قد أعلنت مطلع شهر أكتوبر الماضي، عن السماح بتصدير التمور العراقية إلى خارج البلاد عن طريق القطاع الخاص، في محاولة منها لدعم الفلاحين من أجل النهوض بقطاع التمور في البلاد.
مشاركة :