تحقيق إخباري: عودة الحرب على" قاتل النخيل" شرقي العراق بعد غياب دام أكثر من 5 سنوات

  • 6/6/2020
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بعد غياب دام أكثر من 5 سنوات حلقت مروحية عسكرية عراقية فوق بساتين النخيل في قرية الهويدر أقدم قرى محافظة ديالى واشهرها ببساتين النخيل، لتعلن إستئناف حملات مكافحة حشرة الدوباس التي يطلق عليها اسم (قاتل النخيل). وجاء إستئناف هذه الحملة بعد ظهور إصابات كثيرة بهذه الحشرة وبشكل لافت في العديد من بساتين النخيل في محافظة ديالى شرقي العراق، من أجل شن الحرب على هذا القاتل للنخيل والذي تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين والفلاحين. وتعد حشرة الدوباس، واحدة من أخطر الحشرات التي تصیب النخیل، وظهرت لأول مرة في العراق العام 1922، حيث تقوم هذه الحشرة بامتصاص العصارة النباتية من السعف والعذوق والثمار وتقوم بافراز مادة دبسية تسبب الإصابة بالفطريات فيتجمع عليها التراب ما يؤدي إلى تلف التمور. وتسببت هذه الحشرة بخسائر كبيرة للمزارعين تقدر بملايين الدنانير سنويا ما دفعهم إلى المطالبة والضغط على الجهات المختصة للقيام بحملات لمكافحة هذه الحشرة التي تعد العدو الأول للنخيل. وقال مدير إعلام زراعة ديالى محمد المندلاوي، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "مروحية تابعة لطيران الجيش بدأت أولى طلعاتها لمكافحة حشرة الدوباس فوق بساتين النخيل بقرية الهويدر (10 كلم) شمال شرق بعقوبة المشهورة ببساتين النخيل. وأوضح المندلاوي أن إستئناف المكافحة جاء بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات لسببين رئيسين هما الأمن وقلة الاصابات المسجلة بحشرة الدوباس. وأضاف أن "عملية المكافحة تجري وفق خطة ممنهجة من ناحية مكافحة البساتين المصابة بالدوباس حصريا". إلى ذلك، قال فرحان العبيدي مزارع من أهالي بعقوبة "إن بساتين النخيل لم يجر مكافحتها منذ العام 2014 وربما أكثر ما إنعكس سلبا على النخيل خاصة مع تكرار تسجيل الاصابات بحشرة الدوباس التي تمثل قاتل النخيل نظرا لما يسببه من هلاك الاشجار وضعف الانتاجية بشكل كبير". وأضاف العبيدي أن "ملف المكافحة متقطع في ديالى والاسباب تتعلق بالأمن خاصة في ظل وجود نشاط لجماعات متطرفة في العديد من المناطق الزراعية ما يجعل تحليق المروحيات أمر بالغ الخطورة لانها يجب أن تحلق على ارتفاع منخفض لرش المبيدات على أشجار النخيل". يذكر أن وزارة الزراعة العراقية كان لديها طائرات خاصة لمكافحة الحشرات والآفات التي تهدد الأشجار والمزارع، وتقوم وفق جدول زمني بتنظيم حملات لمكافحة جميع الأمراض التي تصيب المزروعات، لكن بعد العام 2003 وانتشار الفوضى وتدهور الوضع الأمني غابت حملات المكافحة ما أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين والفلاحين. بدوره، قال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى المنحل حقي الجبوري "إن المحافظة تضم من (30-50 ألف دونم) من بساتين النخيل منتشرة في 12 منطقة أبرزها في بعقوبة والخالص وبهرز والوقف"، لافتا إلى أن حشرة الدوباس هي واحدة من خمسة عوامل رئيسية شكلت بمثابة القاتل للنخيل خلال السنوات الماضية. وأضاف الجبوري أن "المساحات المزروعة بالنخيل إنحصرت بشكل كبير لتصل إلى 25 بالمائة من مساحاتها الكلية خلال السنوات 17 الماضية بسبب انتشار حشرة الدوباس، والجفاف وتردي الملف الأمني الذي دفع العديد من المزارعين للنزوح وترك بساتينهم خوفا على حياتهم. وأوضح أن عمليات مكافحة النخيل لا تجري كل عام بشكل منتظم بل متفاوتة نتيجة الأوضاع الأمنية. من جهته، قال وهاب محمد مهندس زراعي "إن بساتين ديالى تعرضت بعد العام 2003 إلى أقوى معدلات الاصابة بحشرة الدوباس التي تسببت بأضرار كبيرة في أهم وأكبر البساتين خاصة في الوقف وبهرز وبعقوبة". وتابع محمد أن "الدوباس بالفعل يمثل قاتل النخيل ويتسبب بأضرار لا تحصى"، مضيفا "أن الأوضاع الامنية الصعبة والجفاف دفعت إلى غض النظر عن هذا القاتل الذي يبقى الأخطر خاصة وأن معدلات انتشاره لا تنحصر في منطقة معينة بل تنتشر إلى جميع المناطق المجاورة".

مشاركة :