تنطلق غداً الدراسة في جميع المراحل في المملكة، وقبيل بدءها ومع الأسابيع الأولى تشهد المكتبات ومختلف أسواق التجزئة حراكاً كبيرا لشراء احتياجات المدارس، وكذلك ترفع طلبات المعلمين والمعلمات لأولياء الأمور عن طريق الطلبة والطلبات لشراء مستلزمات دراسية محددة كلاً بحسب مرحلته واحتياجاته. ويتواصل في مطلع كل عام شكوى البيوت من زيادة متطلبات المعلمات ومدارس البنات على وجه الخصوص، حيث أنها تثقل كاهل أولياء الأمور باحتياجات لا تنتهي على مدار العام الدراسي، وفي هذا العام تحديداً تأتي بداية العام الدراسي عقب الانتهاء من تكاليف الأجازة الصيفية وحركة السفر والتنقل للكثير من العائلات السعودية، وسبقها قبيل ذلك رمضان وعيد الفطر، وهما مناسبتان قد أثرت بلا شك على ميزانيات متوسطي الدخل واصحاب الرواتب بشكل كبير. ورغم تواصل النداءات لمدارس البنات تحديداً لضرورة الحرص على الترشيد في الطلبات ووجود تعليمات رسمية من وزارة التعليم تركز على هذا الشأن، وتطالب بضرورة التقليل من هذه المطالبات التي تؤثر على مختلف الأسر، وفي الوقت نفسه تحدث اثرا نفسيا في نفوس الطالبات عندما يستطيع بعضهن احضار المطلوب، ويتخلف بعضهن لأسباب مادية بحتة، رغم كل ذلك، تخالف إدارات مدارس حكومية هذه التوجيهات، أو أنها لا تتابع منسوباتها وتواصل حرصهن على إحضار احتياجات مدرسية، بعضها ليس بتلك الأهمية للعملية التعليمية، فالكثير أصبح يعرف ما تحتاجه المدارس والطلاب والطالبات، ويقوم بإحضار المطلوب قبل بدء الدراسة أو في أسبوعها الأول، ثم تأتي طلبات التغير التي تركز على جوانب هامشية مثل توحيد الألوان أو المقاسات أو الأشكال، وهناك من يتعنت أكثر ويطلب أدوات دراسية من "ماركات" تجارية محددة بداعي توحيدها، وهذا كثيراً ما يحدث في مدارس البنات تحديداً. ويؤكد عدد من أولياء الأمور حرصهم على تفوق ابنائهم وبناتهم، وأنهم يعتبرون شراء المستلزمات الدراسية من الاشياء المهمة ويستحق البذل، ولكنهم في الوقت نفسه ضد المبالغة في هذا المجال والتوسع فيه بشكل يؤثر على معيشتهم، فهناك من قد يضطر للدين من أجل هذه الطلبات، وخاصة من مدارس البنات، ففي هذا العام تحديداً، هناك طلبات خاصة تتعلق بملابس الطالبات الموحدة الجديدة "المريول"، وبعض المحلات تبالغ في أسعارها، وهي تختلف من موقع الى آخر، ونحن نطالب بالرقابة عليها وتوحيد اسعارها بهامش ربح مقبول دون ضرر على العائلات المحتاجة، وايضاً نعرف أن المدارس تحرص على ثقافة الترشيد في المياه والكهرباء، وغيرها من رسائل التوعية التي تبثها للطلاب والطالبات، وعليه نطالب أن لا تنسى إدارت المدارس هذا الجانب في متطلباتها، وألا تشدد في تكليفنا بما لا نطيق احيانا من احتياجات لا تنتهي على مدار العام.
مشاركة :