تقارير إعلامية تشير إلى أن عدد القتلى قد تجاوز تصور الإنسان الطبيعي مابين عام 2014 و2015 م في حين أعلنت الأمم المتحدة أن 6832 شخصاً قتلوا في شرق أوكرانيا وأصيب بجروح 17087وأضافت أن عدد القتلى بسورية يتجاوز 191 ألفاً ، بينما جاء في التقريرالذي نُشر في جنيف وأن 51ألفاً و953 شخصاً لم يشملهم التقرير ولم يصل لريف دمشق علما أن %85 من القتلى رجال. وعند الانتهاء من هذه الإحصائية ماذا نقول عن النساء اللاتي ترملن وتشردن من جراء هذه الحرب، فمع اندلاع الثورة السورية ولجوء كثير من العائلات السورية إلى المدن التركية، نقلت الجزيرة نت عدة تقارير (حول زواج اللاجئات السوريات بتركيا بأنها اضطرار وقلق وقد وصفها البعض بالظاهرة التي صاحبتها خشية تركيات من إقدام أزواجهن من الزواج بسوريات كزوجة ثانية). في حين يكون الكلام حول القبول والرفض نتساءل هل يتقبل المجتمع هذه الأعداد الكبيرة من النساء؟ ولا يخفى عليكم أن السياسة قد ارتبطت بأشكال مختلفة من التنظيم السياسي للمجتمعات غير المهيأة للتطبيق، وبالتالي نوجه هذا السؤال لوزارة التعليم هل تتسع المرافق التعليمية والخدمية لهذه الأعداد الضخمة من المقيمين والمقيمات؟ علماً أن أغلب المدارس تعاني من تكدس وطاقتها الاستيعابية أقل من الأرقام الهائلة من المتقدمين والمتقدمات، فمن هذا المنطلق علينا تجديد معرفتنا بهذا الواقع وتدبر مستجداته، فإن أهم الإشكاليات التي صادفت الأمة العربية تلك التعقيدات التي أصابت قوى العالم بالشلل وعجز عن إدانة النظام السوري ورفع هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية فمتى يمكن تجاوز السؤال إلى اتهام؟ ولا شك أننا ندرك أن كل عمل تعقبه نتائج هو في الأصل قيمة لفاعله وتشارف مسوغاته على الضرورات الموضوعية، فعلى سبيل المثال الخيبة والظلم والإحباط الذي أصاب دول الشرق الأوسط من المجتمع الدولي وصمته المريب على القتل والتعذيب وتشريد الشعوب من جحيم أنظمتها السياسية، وتوافد أعداد كبيرة عبر الحدود إلى تركيا والأردن والسعودية. والكل يطمح إلى أرضية لها اتجاهات متعددة وسمات متنوعة، فالواقع إنتاج منجز وعقل يصنع ذاته في عالم يعيش مزيداً من الصراع وللأسف التقنيات لم تحدث توازناً يفرض قوالب ومعايير ترتبط بالثقافات، وما يحدث للدول العربية من نزاعات وحروب وتهجير لن يكون أكثر أماناً من عبور شارع رفع المرور يافتة على جانبيه بسرعه 200 كيلو متر في الساعة، فمتى استطاع الكاتب إقناع الجمهور بأن معالجة الوضع الإنساني الذي يعاني من حضارة القرن الواحد والعشرين عليه إعادة البناء، ولا ينبغي أن يكون مسكوناً بهاجس الخوف والريبة فالبشر بكل ثقافاتهم وعاداتهم تناهت قصصهم على إنتاج معنى ومعرفة زمن التغييرالاجتماعي والدور المهيمن للعلوم والتكنولوجيا والثورة الرقمية، ولكنها لازالت تزاول الاشتغال على معتقدات الشعوب. وما هو التأثير على مجتمعنا والتغييرات التامة للصورة الواقعية فإذا كانت الصورة بين الواجب والالتزام فهي تتموقع في منتصف المسافة توحي بشيئين الإنسانية والدور السياسي الرائد وتمثل إشارة خالصة إلى شيء ما، إلا في حال إذا خرجت عن صمتها إلى حياة أكثر بعداً عن الإنسان فإنها تخفي أكثر مما تظهر.
مشاركة :