لم يكن التحرك الأخير للتحالف الداعم للشرعية باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية إلا بسبب تعنت الحوثيين ورفضهم لكل مبادرات السلام ولوقف انتهاكاتهم؛ فجرائمهم تطول أهم منطقة ملاحية في العالم، وفي أعقاب ما اعتبره فشلاً ذريعاً ذلك الصمت الدولي أمام كوارث الميليشيات المدعومة من إيران، حيث إن الجهود متخاذلة للحد من التأثيرات السلبية لهذا المناخ الصعب لكل ما يدور فيه، فهل تتحرك الأمم المتحدة بعد الانتصارات التي حققها التحالف العربي لدعم الشرعية والأدلة المقدمة التي هددت الملاحة الدولية؟ ومع التطورات الأخيرة تحدث العميد تركي المالكي باسم التحالف العربي بأن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران تمارس القرصنة وتهدد الملاحة الدولية، وأطلقت أكثر من 100 زورق مفخخ لاستهداف الملاحة الدولية، وبيّن أن القوات المشتركة والتحالف العربي تعاملت مع 248 لغماً بحرياً لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر، وتم تسجيل 13 انتهاكاً حوثياً على السفن التجارية في البحر الأحمر، الأمر الذي يمثل خطراً على التجارة العالمية. الحقيقة إن تلك الأحداث تتحدى تقريباً كل التحليلات السياسية المستقرة، وهذا يقود إلى فكرة أبعد بأن القوة التي يمكن أن تكون عليها الأمم المتحدة تجاه هذا العبث الإيراني وميليشياته في اليمن غير مفهومة وتحتاج تعاملاً أعمق من التحليل وهو ملء الفراغ بالنتائج ووضع الوقائع في مكانها الصحيح، ومن هنا نتساءل كيف يُسمح للحوثيين باستخدام الموانئ المدنية في الإرهاب، فما يحدث في ميناء «جاسك» الإيراني دليل على تورط طهران في هذه الحرب، الذي وصفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بأنه مصدر للكميات الضخمة التي تصادرها البحرية الأمريكية في بحر العرب. فعمليات القرصنة الحوثية تشكل تهديداً حقيقياً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في البحر الأحمر، وعلى المجتمع الدولي تحمل المسؤولية الكاملة لانتهاكات هذه المليشيا وتركها دون ردع، وعدم محاسبتها على هذه التهديدات للملاحة الدولية وقتل الشعب اليمني وإرسال الصواريخ الباليستية على السعودية، وهذا التجاهل جعل إيران وأذرعها تتمادى ولم تحاسب على نتيجة فعلها الإجرامي بالقرصنة وخطف سفينة تجارية وانتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني ودليل «سان ريمو» بشأن القانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة للبحار. ويواكب خط التطور في الأحداث المتلاحقة كافة الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل التعامل مع هذا الانتهاك بحزم، في ضوء إمكانات التحالف العربي الكبيرة واستهداف مواقع الحوثي وتدميرها، وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة: فإن هناك شكوكًا أن يكون «جاسك» مصدر آلاف قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص، وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة، وتهريب الأسلحة من الميناء يتم عبر طريقة بدائية عبر قوارب خشبية صغيرة، ثم برًا يتم تهريبها إلى اليمن، والأمم المتحدة تغض الطرف عن كل هذه التجاوزات وتشاهد كل مواقف العنف التي هزت اليمن. تحرير اليمن من الانقلابين المدعومين من دولة الشر والإرهاب إيران يدخل مرحلة جديدة توالت فيها هزائم أذناب طهران وانفضح أمرهم وتآمرهم على اليمن وشعبه واستخدامهم للأعيان المدنية لتخزين الأسلحة وإطلاقها باتجاه مدن اليمن والمملكة، ولكن يبدو أنهم أخطؤوا الحسابات بأن صبر دول التحالف طويل وليس له نهاية حتى أتاهم الرد الصاعق الذي دحرهم من شبوة ومن مديريات عديدة في مأرب ومحافظات يمنية عديدة فقواعد الحرب تغيرت ولم يعد من فرصة أمام الحوثي إلا الرضوخ للسلم أو الاستسلام.
مشاركة :