مرجعيون، شرق جنوب لبنان 12 ديسمبر 2020 (شينخوا) لم تفلح السيدة الثلاثينية رونيت صعب من بلدة ديرميماس في شرق جنوب لبنان في إيجاد أجوبة مقنعه لتساؤلات أطفالها الثلاثة المحرجة حول أسباب تدني التحضيرات العائلية للأحتفال بالأعياد المجيدة لهذا العام . السيدة صعب والتي اعتادت في مثل هذه الفترة من كل عام اصطحاب أطفالها إلى الأسواق لشراء ملابس العيد والحلوى وزينة شجرة الميلاد، قالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) الوضع الاقتصادي الصعب في ظل الحجر الصحي بدل أحوالنا وقلب حياتنا رأسا على عقب. وأضافت سياسة حصر النفقات التي نتبعها في ظل الوضع الأقتصادي الصعب هذا العام فرضت إرباكا في التحضير لاستقبال الأعياد المجيدة،بحيث عملنا مثلا على إعادة تزيين شجرة الميلاد بأشرطة كهربائية وزينة قديمة بدت غير مقنعة لأطفالي. وقالت "في هذا العام علينا التخلي عن الكثير من طقوس العيد، ونمضي الساعات الطوال في الدعاء إلى الله لنتغلب على مرض كورونا اللعين، ونتجاوز الوضع الاقتصادي الصعب وتدني عملتنا الوطنية أمام الدولار الأمريكي" . من جهتها لينا خوري قالت لـ ((شينخوا)) إنها مضطرة أن تكذب على أولادها وتقول لهم بأن "بابا نويل أصيب بالكورونا وسيضطر إلى حجر نفسه في المنزل". أما المواطن الأربعيني جميل خليل من بلدة عين ابل بجنوب لبنان وبينما كان يفتش في سوق الخيام الشعبي عن ملابس رخيصة لأطفاله الأربعة قال لـ ((شينخوا)) "لم اتخيل يوما أن يحرمنا فيروس فرصة التوجه إلى الكنائس لحضور الصلوات الخاصة بعيد الميلاد". وأضاف "سنقيم صلواتنا في منزلنا مع أقرب المقربين،وسنمضي الوقت في التحدث عن معاني العيد رغم الظروف التي حالت دون الاحتفالات المعتادة لهذه المناسبة" . وقال لـ ((شينخوا)) الفتى جورج القلعاني (18عاما) "اعتدنا في مثل هذه الأيام ارتياد المحال التجارية لشراء ملابس العيد،وزينة شجرة الميلاد وتسوق أشهى الحلويات والضيافة" . وأضاف بحسرة وبلهجة حزينة "كورونا من أبشع ما يمكن مواجهته في حياتنا لقد فرض علينا الكثير من الأمور الحياتية السلبية ،وحجب بنسبة كبيرة حلاوة الحياة وخاصة رونق أعيادنا التي ننتظرها بكل شوق" . أما الشاب الثلاثيني جمال خوري الذي خسر عمله في منتجع سياحي منذ عدة أشهر بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان فقال لـ ((شينخوا)) غابت بشكل ملحوظ مظاهر زينة الميلاد داخل المنازل وخارجها وما رفع منها في بعض الساحات العامة كان بمبادرات فردية . وأضاف "كانت البلديات في الماضي القريب ترفع الزينة ولكن في ظل الأوضاع المستجدة تحول جانب كبير من ميزانيات البلديات لمساعدة المحتاجين على تجاوز الوضع الاقتصادي وإجراء الفحوصات الخاصة بكورونا". من جهتها الستينية ميلادة جبر التي كانت منهمكة في تحضير حلوى العيد في مطبخها المتواضع في بلدة كوكبا جنوب لبنان قالت لـ ((شينخوا)) إن الكثير من الناس الفقراء كانوا ينتظرون الميلاد للحصول على مساعدات من المؤمنين، لكن هذا العام غابت وبنسبة كبيرة هذه المساعدات والتي اقتصرت على بعض الجمعيات المحلية والدولية التي وزعت مساعدات لدعم الأسر الأكثر فقرا. وبمعاناة غير مسبوقة قال لـ ((شينخوا)) المواطن الأربعيني جمال حنا "في ظل أزمة اقتصادية شرسة نستقبل الأعياد المجيدة هذا العام فلا موائد جامعة ولا احتفالات ولا سهرات " . وفرحة العيد انعكست سلبا على التجار، حيث وقف تاجر الألبسة النسائية عدنان غندور أمام واجهات متجره المزينة بمصابيح الميلاد وسط الشارع الرئيسي لمدينة النبطية يراقب بنظرات قلقة حركة المارة الذين لا تلفتهم التنزيلات المغرية للملابس التي وصلت إلى حدود 70 في المئة. وقال غندور لـ ((شينخوا)) "لم تحرك الأعياد المجيدة جمود الأسواق وللأسف أسواقنا باتت في حالة شبيهة بالموت السريري. بدورها قالت جانيت مراد التي كانت تفتش في سوق الخان الشعبي عن العاب رخيصة الثمن لأطفالها الثلاثة إن أيام الأعياد باهته وحزينه هذا العام. وأضافت لـ ((شينخوا)) "ليس ما يشير إلى العيد سوى القليل من الزينة الخجولة وأشجار الميلاد النادرة التي رفعها بعض ميسوري الحال فالجميع مهموم بتأمين الحاجيات الضرورية والملحة". وأشارت العاملة في محل حلويات على طريق عام حاصبيا مريم البقاعي إلى أن تراجع القدرة الشرائية واحتجاز الودائع في المصارف يجعل الجميع يختار الحلويات الأدنى سعرا في وقت كنا ننتظر الأعياد لنعوض خسائرنا. وكان آخر إحصاء لوزارة الشؤون الاجتماعية قد أشار إلى أن 30 في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وأن مليون ونصف مليون لبناني يعيشون بما قيمته 4 دولارات يومياً،وقد تفاقمت أزمات البلد الأقتصادية بفعل تداعيات مرض (كوفيد-19) وانفجار مرفا بيروت الكارثي الذي أدى إلى آلاف الضحايا والمصابين وأضرار مادية قدرت ب 15مليار دولار أمريكي.
مشاركة :