ولكي تكتمل الصورة التي بشر بها المقال السابق، سأخصص هذا المقال لكتابة قائمة الفخر الوطني التي يحملها الوطن على جيد المجد، لأننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة المهمة من عمر الوطن لرؤية المشهد الوطني من كل الزوايا والأبعاد، لا أن يقتصر التركيز على رصد وتسجيل السلبيات والإخفاقات، رغم أهمية وضرورة ذلك، ولكن الواقعية والشفافية تقتضيان أن نكون على قدر المسؤولية والموضوعية، وأن نتحلى بالشجاعة والجرأة لنعرض كل الصورة. أصداء المقال السابق "لماذا لا نُشاهد الصورة كاملة؟"، كانت رائعة جداً، وكشفت لي طبيعة ونوعية بعض القراء والمهتمين، إذ تنوعت قوائم الفخر الوطني لديهم بشكل لافت يدعو للتأمل والدراسة، كما أظهرت اختياراتهم حجم الإنجازات والإبداعات والثروات والإمكانيات التي يتمتع بها وطننا العزيز، سواء المادية أو البشرية. قوائم متنوعة ومتعددة، تحمل في طياتها ملامح الفخر والإعجاب والإبهار، وتُشكل حالة من الثقة والاطمئنان والأمل بشخصية المكان وروعة الإنسان، في وطن مليء بمظاهر الإلهام وملامح التميز وقوائم الفخر. كنت قد قررت أن أكتب قائمتي المحدودة العدد والتي تتضمن بعض الصور والنماذج الوطنية الملهمة التي تدعو للفخر والإعجاب، ولكنني تفاجأت بالعدد الكبير الذي رصده القراء والمعلقون لمظاهر وملامح الفخر الوطني، سواء على صدر هذه الصحيفة الغرّاء أو في فضاءات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. مواقع تراثية وأثرية وسياحية، وبيئات متنوعة من الجبال والبحار والصحارى والنباتات، وتعدد ثقافات ولهجات وأزياء ورقصات وفنون، ومنجزات ثقافية وفكرية واقتصادية وعلمية، والكثير الكثير من الصور المشرقة لهذه البلاد الرائعة. سأنتقي لؤلؤة فقط، من تلك القوائم الملهمة التي شكّلت خيارات القراء، لأنظمها في عقد من المجد يُزيّن صدر هذه الأمة الرائعة. الحرمان الشريفان ومدائن صالح والأخدود ومدين ومسجد جواثا وجزيرة تاروت وجزيرة فرسان وواحة الأحساء الطبيعية وقرية رجال ألمع والدرعية وصخرة عنترة وجبل قارة وقصر إبراهيم والقلعة البرتغالية وجدة التاريخية وقلعة مارد وقلعة تبوك وبرج الشنانة وميناء العقير وقصر حاتم الطائي وقصر شبرا ومحطة سكة الحجاز وجسر الملك فهد والدرة والجوهرة والمتحف الوطني والهيئة الملكية للجبيل وينبع وأرامكو وسابك وجامعة الفهد وكاوست وبرنامج الابتعاث الخارجي. تلك شذرات فقط من قوائم الإلهام الوطني التي نفخر بها، دون التطرق طبعاً للجانب الإنساني، إذ أنجبت هذه الأرض الرائعة الكثير من الرموز والنماذج الوطنية الملهمة التي يمكن لها أن تُشكل سلسلة ذهبية طويلة جداً من العبقرية والتميز، وكم أتمنى أن يجد هذا الجانب المهم بعض الرعاية والاهتمام من قبل الجهات المعنية لتوثيق تجربة هذه الرموز الوطنية الملهمة. قوائم الفخر في هذا الوطن الرائع، طويلة وحافلة ومذهلة، وتستحق أن تُكتب على صفحات المجد والتألق والدهشة، لأنها مصدر الإعجاب والتميز والإلهام.