لا اعتراض لي على الحكم الابتدائي الذي صدر عن المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض يوم الأربعاء الماضي بسجن مواطن لمدة سنتين وسبعة أشهر ومنعه من السفر للخارج لمدة ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ خروجه من السجن لثبوت إدانته بالذهاب إلى سورية للمشاركة في القتال الدائر هناك وتنقله بين جماعتين من الجماعات الإرهابية هناك.. ثم عودته إلى المملكة بعد أقل من شهرين من تلقاء نفسه بعدما تبين له خطأ فعله.. •• لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى قانون ينظم كيفية التعامل مع "التائبين" أو "العائدين" إلى الوطن بمحض إرادتهم وبالذات بعد أن اكتشفوا حقيقة الدعاوى الفاسدة التي قامت عليها تلك التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش والنصرة وغيرها.. ووقوفهم على طبيعة الممارسات التي يقومون بها بعيداً عن التضليل.. وحملات الاستقطاب الإعلامية المضللة.. وكذلك مع الذين تغيرت قناعاتهم عن المملكة وعادوا إلى أحضانها.. وتمتعوا بحقوق المواطنة فيها.. •• هذا القانون المقترح يقوم على أساس "الصفح" و"الاحتواء" و"العفو" تمهيداً للعمل على دمجهم في المجتمع من جديد وتسوية أوضاعهم ومعالجة الأسباب التي أدت إلى المغادرة في الأساس، لإيماني بأن من يعود بمحض إرادته.. وبالذات بعد وقوفه على الحقائق المخزية في الخارج.. سوف يكون أكثر ولاء للوطن وأشد تصالحاً مع نفسه.. واندماجاً في مجتمعه.. ولا يمنع من متابعته بعد ذلك لفترة زمنية كافية بعيداً عن السجون.. وردات الفعل.. وأزمات النفس والضمير.. •• وبالتأكيد.. فإن القانون الذي أطالب به بحق هذه النوعية من العائدين لا يشمل من يتم استردادهم من قبل الدولة بأساليب مختلفة.. أو الذين يقبض عليهم في الداخل في ارتكاب جرائم أو في الانضمام إلى بعض التنظيمات الإرهابية.. وإن كنت أرى أن يشمل أي شخص كان جزءاً منها.. ثم سلّم نفسه للدولة وكشف ذلك التنظيم أو العمل المهدد لأمن وسلامة الوطن وسكانه.. •• هذا التمني أتطلع إلى دراسته.. بل وتعزيزه بحوافز مادية وأدبية كبيرة لمواجهة حملات التضليل والاستقطاب لصغار الشباب أو حتى الراشدين والكبار من المغرر بهم.. وبما لا يفتح الباب أمام تحول هذا السلوك إلى ظاهرة يكون الدافع إليها ماديا بحتا.. •• وإذا انطبق ما أطالب به هنا على هذا المحكوم وأمثاله إذا كان هناك عائدون بنفس الطريقة.. فإن الإعلان عن ذلك بعد استئناف الحكم عليه قد يكون مفيداً.. وقد يشجع المئات على العودة بدلاً من المخاوف التي تنتاب كثيراً منهم ممن يفكرون جدياً في الهرب من تلك التنظيمات والكفر بها والعودة مجدداً إلى حضن الوطن الدافئ ومواصلة الانضواء تحت مظلته التي لا تساويها أي مظلة في الدنيا. *** • ضمير مستتر: •• من يخون وطنه غير من يخطئ بحقه ثم يرجع إلى الصواب معترفاً بذنبه الكبير..
مشاركة :