•• لا يكاد يُفتح الحديث عن الوضع الصحي في بلادنا إلا ويقفز موضوع "التأمين على صحة المواطن" إلى المقدمة.. •• هذا الموضوع الحيوي المهم.. والذي طال انتظار الجميع له يبدو أنه سيرى النور في عهد الوزير الحالي خالد الفالح.. •• وإذا تحقق هذا.. فإنه سيحسب له.. بعد أن تعثر طويلاً حتى يئس الجميع من توفر هذه المظلة التأمينية الضرورية والملحة.. •• وسواء أكان الوزير "الفالح هو الذي بعثه من جديد.. أم أن من تبناه منذ البداية وسعى إلى تحقيقه الوزير الأسبق الدكتور أسامة شبكشي – على حد علمي – فإن المهم الآن هو أن يرى النور في أقرب وقت ممكن.. لأن كثيراً من اوجه حياة المواطن ستتغير.. وإن كانت التفاصيل مهمة عن طبيعة هذا النظام.. وعن المستفيدين منه.. •• وفي تصريحات صحفية قال الوزير الفالح "إن موضوع التأمين الصحي على المواطنين تعدى مرحلة الدراسة وبدأنا في البحث عن وسائل عملية للتمويل سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص أو بالمشاركة. ونتوقع البدء في التأمين على المواطنين خلال السنوات المقبلة" وذلك مدعاة للتفاؤل.. وإن كنا نتمنى من الوزير الفالح أن يتحقق هذا خلال أشهر وليس خلال سنوات. •• وللحق فإن نشاط مهندس أرامكو المتواصل في وزارة الصحة مطمئن ومريح ويشير إلى أنه قد ألم بمشكلات القطاع الصحي المعقدة خلال فترة وجيزة.. •• وكم أتمنى كبقية المواطنين أن نرى هذا القطاع وقد تطور بسرعة بالرغم من إدراك الجميع بأن المهمة صعبة.. والوضع لا يتفق مع إمكانات البلد مع الاعتمادات المالية المخصصة له في الميزانية في كل عام.. ولا مع الإقبال الشديد لشبابنا وشاباتنا الذين اختاروا هذا التخصص وبدأت طلائعهم تتدفق علينا من أعرق الجامعات في أميركا وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وسواها.. متطلعين إلى خدمة بلادهم بعيداً عن الصدمات والاحباطات التي تواجه آلاف الخريجين الجدد. لقد حملت لنا تصريحات الوزير الفالح هذه الكثير من المعلومات المفرحة مثل قوله: "نحن بحاجة إلى الآلاف من الأطباء والممارسين الصحيين بتخصصات مختلفة للعمل في مستشفيات الوزارة الجديدة التي سوف تضاعف عدد الأسرة خلال السنوات القادمة" •• وذلك يعني أن الرجل قد انطلق من خارطة مستقبل واضحة وفق رؤية محددة وأولويات دقيقة وببرامج عملية وفعالة وعلى مستوى المملكة وليس في المدن الكبيرة فقط.. •• وفي الوقت الذي نشد فيه على يد الرجل.. ونذكره أيضاً بأهمية مراجعة وتعديل الكادر الوظيفي الحالي وتغييره بصورة جذرية بالتعاون مع الأجهزة الطبية المماثلة في كل من وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية ووزارة التعليم ومع المستشفيات التخصصية الحكومية.. بما يشجع أطباءنا الوطنيين على المزيد من العطاء والتفاني والتفرغ الكامل لخدمة المريض في ظل الشعور بالرضا الوظيفي الكامل وتوفير مستويات معيشية راقية لهم.. في الوقت الذي نشد على يد الوزير وننتظر منه الكثير.. فإنه لابد أن نذكر بالخير كل الوزراء السابقين الذين بذلوا جهوداً خارقة لإصلاح الوضع الصحي يشكرون عليها.. وإن كنا نعتقد أن الوقت قد حان لكي يُعطي قدراً اكبر من الاعتمادات المالية وبالذات إذا توفرت "استراتيجية" واضحة المعالم.. يدعمها برنامج زمني للتنفيذ بناء على دراسات ميدانية حديثة للوقوف على الواقع كما هو، وتحديد متطلبات كل مرحلة.. وكل منطقة.. وكل مجال من المجالات والتخصصات بدقة متناهية.. لأنه ليس هناك ما هو أهم من الصحة بعد التعليم.. وقبل أي شيء آخر.. •• ولا أتخيل أن الدولة بعيدة عن هذا التفكير. بل على العكس من ذلك.. فإن ما نراه ونلمسه من نتائج عمل المجلس الاقتصادي والتنموي يطمئننا كثيراً على المستقبل الذي نريده ونتمناه ونرجوه. • ضمير مستتر : •• لا شيء أثمن ولا أغلى من الصحة.. لأن المواطن ثروة يجب الحفاظ عليها وتنميتها جيلاً بعد جيل..
مشاركة :