4 أزمات تهدد بعرقلة أجندة بايدن

  • 12/15/2020
  • 22:57
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يرغب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في أن تركز إدارته على القضايا طويلة الأجل، مثل وباء فيروس كورونا وتغير المناخ وإعادة بناء التحالفات وعلاقة أمريكا بالصين، سيواجه في أيامه الأولى 4 أزمات سياسية خارجية رئيسة قد تبعثر استراتيجيته وتشتت أجندته التي جهزها على مدار سنوات.وبحسب موقع قناة «فوكس» الإخبارية، فإنه بعد اغتيال كبير علماء إيران النوويين، محسن فخري زاده، في قلب طهران، تبدو إيران أقل استعدادا للانخراط في الدبلوماسية مع أمريكا، وقد تلجأ إلى الانتقام من خلال استهداف المصالح الأمريكية، ويمكن لكوريا الشمالية أن تختبر صاروخا باليستيا عابرا للقارات في وقت مبكر من ولاية بايدن لمحاولة قياس رد الإدارة الجديدة، من المقرر أن تنتهي آخر صفقة متبقية للحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا بعد أسبوعين فقط من تولي بايدن منصبه. وقد يؤدي انخفاض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى عرقلة محادثات السلام المتعثرة وتفاقم الوضع الأمني في البلاد.لن تكون الأزمات الأربع هي وحدها أهم التحديات التي تواجه بايدن، بل قد يصطدم الرئيس المنتخب بمشاكل عالمية أكبر، حيث يقول كريستوفر بريبل، المدير المشارك للمبادرة الأمريكية الجديدة في المجلس الأطلسي «إذا افترضت أن السياسة الخارجية ستستغرق أقل من نصف وربما ربع وقت الرئيس، فإن ذلك يسلط الضوء حقا على مدى خطورة هذه الملفات».الشر الإيرانيوضعت الاتفاقية النووية لعام 2015 بين إيران والولايات المتحدة والقوى الأوروبية وروسيا والصين قيودا صارمة على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات، كان هدف إدارة الرئيس الأمريكي السابق براك أوباما تعطيل امتلاك طهران سلاحا نوويا بالطرق الدبلوماسية بدلا من القوة العسكرية، لكن الرئيس دونالد ترمب سحب أمريكا من الصفقة في 2018، وأعاد فرض عقوبات مالية على إيران، وطلب من الدول الأوروبية وقف أعمالها معها.ساهم التصعيد في ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب 12 ضعف كمية اليورانيوم منخفض التخصيب التي سمحت بها الصفقة، واغتيال اثنين من المسؤولين الإيرانيين البارزين، وفي يناير قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وأحد أقوى الرجال في البلاد قاسم سليماني، ووعدت إيران بالرد؛ وانطوى الانتقام في الغالب على هجمات ضد القوات والأصول الأمريكية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.رصاصة قاتلةووقعت جريمة القتل الثانية الشهر الماضي، عندما اغتيل العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني، محسن فخري زاده، برصاصة قاتلة داخل سيارته بالقرب من طهران، بسلاح يتم التحكم فيه عن بعد. لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن يشتبه في قيام إسرائيل بتدبير اغتيالات مماثلة لعلماء نوويين إيرانيين في الماضي.ستقود هذه الأحداث الولايات المتحدة وإيران نحو الحرب والابتعاد عن حل دبلوماسي محتمل، ويمكن لإيران أن تستخدم التهديد بشن هجوم كأداة ضغط. ولكن يمكنها أن تكبح تحركاتها الانتقامية مع الإبقاء على ردها في الوقت والمكان اللذين تختارهما، وبهذه الطريقة تمتلك بعض أوراق المساومة عندما يتعلق الأمر بالمحادثات المستقبلية المحتملة مع إدارة بايدن والأوروبيين. وعليه فما ستفعله إيران في الأشهر المقبلة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على خطط السياسة الخارجية الأكبر لبايدن.صواريخ كيمخلال الأشهر القليلة الأولى من رئاسة باراك أوباما، اختبرت كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى وآخر نوويا، وفي العام الأول لترمب في منصبه أجرت بيونج يانج تجارب على إطلاق أول صاروخ باليستي عابر للقارات، واختبرت أقوى قنبلة نووية لديها حتى الآن. لذلك يحذر بعض الخبراء من أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد يتخذ خطوات استفزازية مماثلة في الشهور الأولى من إدارة بايدن.وهناك العديد من الطرق التي يمكن بها لكيم القيام بذلك، ولكن هناك طريقة واحدة تبرز بشكل خاص، إجراء الاختبار الأول للصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة التي عرضها خلال استعراض أكتوبر، لم تكن تلك الصواريخ الأكبر على الإطلاق في ترسانة كوريا الشمالية فحسب، بل قال الخبراء أيضا إنها كانت أكبر صواريخ محمولة على شاحنات في العالم، وفي حالة نشوب حرب يمكن لجيش كوريا الشمالية إخراج هذه الصواريخ من المخابئ، وإطلاقها على الولايات المتحدة.تهديد كوريلم يتم اختبار الصواريخ الجديدة بعد، وقد تكون بحاجة إلى إصلاح. لهذا السبب يتوقع العديد من الخبراء أن تختبر بيونج يانج على الأرجح أحدها في أوائل عام 2021، ولا شك أن الاختبار الذي يحاكي هذا النوع من الإطلاق الصاروخي سيكون من بين أكثر الإجراءات تهديدا من جانب بيونج يانج على الإطلاق؛ مما سيؤدي بالتأكيد إلى تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة في هذه العملية.تتطلب مثل هذه الخطوة الاستفزازية ردا من إدارة بايدن، حيث أكدت إليزابيث سوندرز، خبيرة السياسة الخارجية الأمريكية في جامعة جورج تاون، أن هذا لا يعني بالضرورة الحرب، لكن قد يعني ذلك المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية، أو إعادة التدريبات العسكرية الأمريكية مع كوريا الجنوبية، أو إرسال المزيد من السفن الحربية الأمريكية إلى المنطقة، أو كل ما سبق.التسليح الروسي معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، اتفاقية تهدف إلى الحد من الأسلحة النووية، وقعت بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2011. ويحد الاتفاق من حجم الترسانات النووية للبلدين، التي تمثل معا 93% من جميع الرؤوس الحربية النووية في العالم، المشكلة أن الاتفاق من المقرر أن ينتهي في 5 فبراير 2021. وهذا يمنح بايدن 16 يوما فقط من توليه الرئاسة لتمديد الاتفاقية.وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يريد تمديدها لمدة عام على الأقل، ويعتقد معظم الخبراء أن بايدن وبوتين سيمددان الاتفاقية بسرعة قبل الموعد النهائي، لكن الجدول الزمني القصير يمكن أن يمنح موسكو ميزة لانتزاع بعض التنازلات المبكرة من إدارة بايدن قبل الموافقة على التمديد.يقول الخبراء: إن الكرملين قد يطالب بايدن برفع العقوبات التي فرضها ترمب على البلاد، أو يطلب من الولايات المتحدة الإدلاء ببيان يشيد بالوجود العسكري الروسي في كاراباخ للحفاظ على السلام بين أرمينيا وأذربيجان.ليس من الواضح ما إذا كانت مثل هذه الطلبات ستكون حقا مقبولة. قد ترغب موسكو في معرفة ما يمكن أن تحصل عليه، قبل الموافقة على التمديد. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة يمكن أن تدفع بالولايات المتحدة وروسيا إلى حافة خسارة معاهدة ستارت الجديدة وعقود من جهود الحد من التسلح.الانسحاب من أفغانستان في الشهرين الأخيرين له في المنصب، تسارع إدارة ترمب لإنهاء الحرب الأمريكية التي استمرت 19 عاما في أفغانستان، عبر خفض عدد القوات الأمريكية في البلاد من 4500 إلى 2500 بحلول 15 يناير، قبل خمسة أيام من أداء بايدن اليمين، ولكن في حين أن كثيرين في كل من اليسار واليمين في الولايات المتحدة يؤيدون إنهاء تلك الحرب، ويشعر الخبراء بالقلق من أن مثل هذا الانسحاب السريع سيضر بمصالح أمريكا في البلاد.مصدر القلق الرئيس هو ما الذي يعنيه الرحيل المفاجئ للاتفاق الدبلوماسي بين أمريكا وطالبان، حيث ينص الاتفاق الذي وقع عليه الطرفان في وقت سابق من هذا العام على أن جميع القوات الأمريكية يجب أن تغادر بحلول مايو 2021، على افتراض أن الظروف في البلاد سلمية نسبيا، وأن طالبان قد نفذت حصتها من الاتفاق، والتي تتضمن الدخول في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية، ووقف مهاجمة القوات الدولية.وقد بدأت محادثات السلام بين الطرفين في سبتمبر الماضي، لكنها لم تسر على ما يرام؛ لأسباب ليس أقلها أن مقاتلي طالبان زادوا من هجماتهم على قوات الأمن الأفغانية والمدنيين في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة.«من المؤكد أن الانتقام الذي يستهدف أمريكيين في مسرح مثل العراق سيخلق تعقيدات خطيرة لفريق بايدن».داليا داسا كاي - خبيرة في مؤسسة راند«من المرجح أن تقوض مثل هذه الردود فرص الدبلوماسية وتخفيف العقوبات الأمريكية».إيلي جيرانمايه ـ محللة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية«انطباعي هو أن روسيا لم تزل تعتبر تمديد معاهدة ستارت الجديدة في مصلحتها».سارة بيدجود ـ خبيرة بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية«كوريا الشمالية واحدة من تلك التحديات التي لا يريد أحد حقا التعامل معها في الوقت الحالي، حيث لا توجد حلول أو مسارات سهلة لإبطاء نمو برنامجها النووي. لكن كيم لديه طريقة لإعادة وضع نفسه على قائمة الأولويات القصوى».فيبين نارانج ـ خبير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

مشاركة :