أوضحت مجلة أمريكية أن الوضع الاقتصادي في العراق يتجه إلى الانهيار، ما قد يؤدي إلى تداعي نظامه السياسي المتهالك، واستغلال الفصائل المدعومة من إيران الحكومة الهشة، في إشعال جولة أخرى من الحرب الأهلية من أجل تسيد المشهد.وذكرت «فورين بوليسي» في تقريرها أن العراق يتجه إلى الانهيار المالي، ومن شبه المؤكد أن تؤدي الأزمة إلى اندلاع مظاهرات واسعة النطاق في الشوارع، حيث يطالب العراقيون مرة أخرى بتغيير الحكومة، وسيكون من الصعب على السلطة الحفاظ على النظام إذا لم يتم دفع الرواتب. وأضافت: إن الميليشيات المسلحة، ستعمل على ملء الفراغ واغتصاب دور قوات الأمن الأساسية في العراق، مما يؤدي إلى اشتعال القتال بينهم في محاولة للسيطرة على موارد الدخل مثل حقول النفط والموانئ والمعابر الحدودية والشركات الكبيرة والأراضي الزراعية والممتلكات الخاصة، وتحدث جولة أخرى من الصراع الأهلي.وألمحت مجلة «فورين بوليسي»، إلى أن أول مشكلة خارجية يتعين على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مواجهتها فور توليه السلطة في 20 يناير القادم، هي الأزمة الاقتصادية الحادة بالعراق.وأكدت المجلة أنه خلال الأشهر الستة الأولى من إدارة بايدن ومع انتشار جائحة وأزمة اقتصادية ضخمة في الداخل، لن يكون قادرًا على جعل مشكلات العراق على رأس أولوياته، لكنها أشارت إلى أن التصرف عاجلاً سيكون أرخص، لافتة إلى أن الأزمة القادمة هي أزمة سيولة، فالبلاد ستحتاج إلى المال لمنع انهيار نظامها، واستدركت: إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للتعهد بمبلغ كبير، ربما 1 مليار دولار، سيكون من الممكن تجميع حزمة أكبر من 5 إلى 10 مليارات دولار للعراق مع دول أخرى.وقالت «فورين بوليسي»: يجب أن يكون منح المال للعراق مرفقا بشروط قوية مثل تدابير تقشف لتشجيع الادخار، وتخفيضات كبيرة في الإنفاق الحكومي، وإجراءات صارمة لمكافحة الفساد.وعلى مدى العقدين الماضيين، خلق الفساد مشكلة ذات رأسين، مما أدى إلى ظهور شبكات ضخمة من المحسوبية والفساد تمتص عائدات النفط وتمررها جهات معينة -معظمها يدين لنظام طهران بالولاء- إلى أتباعها في شكل وظائف وعقود وامتيازات.
مشاركة :