مركز الحوار الوطني يحمّل المنهج الخفي جريرة استمالة الشباب نحو التطرف

  • 8/23/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح تقرير صحفي صادر عن مركز الحوار الوطني أمس أن نتائج اللقاءات العديدة التي نظمها لتشخيص واقع التطرف وأسبابه وكيفية مواجهته خلصت إلى أن من أبرز أسباب استمالة الشباب نحو التطرف هو المنهج الخفي المتمثل بالتوجيه والإيحاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو استغلالهم في بعض المساجد أو المدارس وغيرها من المؤسسات الثقافية والاجتماعية، وقلة الجهود المبذولة في استيعاب الطاقات الشبابية في قنوات نافعة، والفجوة بين علماء الشريعة والشباب والمخططات الخارجية لتفكيك اللحمة الوطنية عبر استغلال الجانب الديني لدى شباب الوطن لتجاوز فتاوى علماء المملكة المعتبرين وتلقف فكر دعاة التطرف. وكان المركز منذ إنشائه عام 1424هـ قد شرع في تنظيم هذه اللقاءات والفعاليات في إطار ما تقوم به المملكة من أعمال جبارة لمكافحة الإرهاب والتطرف على مختلف الأصعدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومساندة نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع - حفظهما الله - من أجل حماية أمن المملكة وتعزيز اللحمة الوطنية. حيث أظهرت مضامين هذه اللقاءات أن الأسرة هي الحاضن الأول والمؤسسة الأولى للتربية والتنشئة وأنه ينبغي التركيز على البرامج الإرشادية، والتوعوية التي تعين الأسر على القيام بدورها في تحصين أبنائها من التطرف، والإرهاب، تناغمًا وتواصلًا مع الأدوار المكملة التي يقوم بها المسجد والمدرسة في مجالات التوجيه والتربية والإرشاد. وكان المركز قد بذل جهودا حثيثة في سبيل تأصيل الحوار مع الشباب من خلال اللقاءات الوطنية التي نظمها ومقاهي الحوار المفتوحة موجهة لجميع الشباب، وإيجاد لجنة خاصة في منظومته الإدارية تتولى الإشراف على البرامج الموجهة للشباب، بالإضافة إلى برامج تدريب في أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام لتدريبهم على مهارات الحوار والاتصال ونشر ثقافة الحوار، لإيمانه العميق أن تجنيد الشباب ضد أوطانهم لخدمة الأجندات المشبوهة للجماعات الإرهابية والظلامية من أكبر المهددات لثوابت الوحدة الوطنية. حيث خصّص اللقاء الرابع الذي عقد في المنطقة الشرقية، تحت عنوان» قضايا الشباب: الواقع والتطلعات»، سبقه عقد «26» ورشة عمل تحضيرية في جميع مناطق المملكة شارك فيها 650 شابا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 16- 25 عاما بواقع 25 شابا و25 وفتاة لكل منطقة، وقد روعي في اختيار الشباب تمثيلهم لشريحة الشباب في المملكة على اختلاف مراحلهم الدراسية، للحوار حول قضايا الشباب. وكان من أهم المحاور التي ناقشها اللقاء الرابع مقومات الوحدة الوطنية، وسبل تعزيز الانتماء الوطني والعوامل التي قد تؤدي إلى إضعافه، وعلاقة الشباب بالمجتمع ومؤسساته وتحديات العولمة والانفتاح الثقافي على الشباب، والعوامل التي تؤدي إلى الغلو والتطرف أو إلى الانحلال والتفسخ بين الشباب. ورصد اللقاء وورش العمل المصاحبة التي شارك فيها الشباب من الجنسين المئات من الآراء والمداخلات والتوصيات من كل المشاركين والمشاركات، وكان من أهمها، تحقيق الانتماء الشامل للوطن ومعالجة مشكلة التعصب بكافة أشكاله، وضرورة تطوير المناهج التربوية وتفعيلها بما يحقق تعزيز الانتماء الوطني، وإعادة رسم البرامج الإعلامية التي تتناول الوطن وتطويرها بما يجعلها أكثر تأثيرًا وتخليصها من الرتابة، والاحتفاء بالمناسبات الوطنية وفي مقدمتها اليوم الوطني، وأهمية تناغم الخطط الموجهة للشباب دينيًا وثقافيًا وإعلاميًا وتربويًا، بحيث تساهم في تعزيز الوسطية والاعتدال لدى أفراد المجتمع. وأدرك المركز منذ وقت مبكر أهمية الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في بناء الوعي وثقافة الشباب لذا أفرد محورا خاصًا في حوارات اللقاء الوطني التاسع الذي عقد في منطقة حائل تحت عنوان «الإعلام السعودي.. الواقع وسبل التطوير: المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية»، حيث ناقش المشاركون والمشاركات من مختلف مناطق المملكة المحور الخاص بمسؤولية الإعلام الجديد في معالجة القضايا الوطنية، والذي ركز على واقع الإعلام الجديد ودوره المؤثر في مناقشة القضايا الوطنية، وكيفية الاستفادة منه في بناء رأي وطني مشترك، إضافة إلى تناول مسؤولية المشاركين فيما يطرحونه في وسائل التواصل الاجتماعي. وخرج اللقاء بتوصيات ونتائج تؤكد على ضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي تتضمن القوانين، والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة والمسؤولة، تُراعى فيها الثوابت الشرعية، والوطنية، وتستوعب المستجدات، وتحفظ الحريات وتسهم مخرجاتها في صياغة ميثاق شرف إعلامي من خلال تشكيل فريق عمل من المشاركين والمشاركات والجهات ذات العلاقة، يعمل على تحديد المبادئ الأساسية التي ينبغي إدراجها في هذا الميثاق، وبما يعزز الوحدة الوطنية، والأمن الفكري لأفراد المجتمع، ويسهم في المحافظة على السلم الاجتماعي وبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته. فيما اهتم اللقاء السادس الذي عقد في مدينة الدمام بالخطاب الثقافي السعودي، وشارك فيه نخبة من المفكرين والإعلاميين والشباب والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوصل اللقاء إلى عدد من النتائج كان من أهمها أن مواجهة سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي بالحجب لن يحل المشكلة بل قد يفاقمها، وإنما ينبغي تطوير وتفعيل الأنظمة الموجودة لمحاسبة من يتجاوز الثوابت الدينية والوطنية، أو المتعلقة بالأشخاص والمؤسسات لتتلافى السلبيات، وتحمى الحريات. ولم يغفل مركز الحوار الوطني دور الشباب وأهمية التواصل معهم وإشراكهم في اللقاءات الوطنية وتخصيص بعض اللقاءات للحوار معهم، وكذلك تخصيص بعض الأنشطة مثل مقهى الحوار وقافلة الحوار الموجهة للشباب والشابات، لنشر ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع الواحد وتدعيم روابط الوحدة الوطنية، كما خصص المركز عددًا من البرامج التدريبية التي تنفذها أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام للشباب والشابات، في إطار جهوده المستمرة في مجال التدريب المجتمعي، لتدريب الشباب على مهارات الاتصال والحوار والتي استفاد منها العديد من المواطنين في نحو 46 مدينة ومحافظة. كما لم يتوقف المركز منذ تأسيسه عن طرح موضوع التطرف وخطره على المجتمع وعلى الشباب على وجه الخصوص وتهديده للوحدة الوطنية، سواء كان ذلك في اللقاءات الخاصة بالشباب أو في اللقاءات الوطنية أو لقاءات الخطاب الثقافي السعودي، ونظرًا لما تمر به المنطقة من ظروف أدت إلى تنامي ظاهرة التطرف وانتشار الإرهاب، فقد خصص المركز لقاءات للحوار الوطني العاشر، لموضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية. ونظم المركز خلال العام الجاري 1436هـ، لقاءات تحضيرية في جميع مناطق المملكة طافت أرجاء الوطن وصاحبها تنظيم ندوات ولقاءات حوارية في النوادي الأدبية والجامعات حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، وشارك فيها 1500 مشارك ومشاركة من العلماء والدعاة والمثقفين وأساتذة الجامعات والإعلاميين والمختصين والمهتمين بالشأن العام والشباب، يمثلون مختلف الأطياف الفكرية في المجتمع، ورُصدت في تلك اللقاءات المئات من الآراء والمداخلات والتوصيات من كل المشاركين والمشاركات حول هذه المشكلة، وطرحت العديد من الآراء حول مواجهتها وحماية المجتمع منها. وناقشت تلك اللقاءات التطرف واقعه ومظاهره، العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف، سبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد، وبناءً على نتائج تلك اللقاءات فإن المركز يقوم من خلال لجانه العلمية بصياغة خطة وطنية لمواجهة الغلو والتطرف والانحراف الفكري سيتم بمشيئة الله رفعها للجهات المختصة للمساهمة في مكافحة التطرف والإرهاب، تكاملًا مع الجهود الأمنية المتميزة التي تقوم بها الدولة على مختلف الأصعدة. المزيد من الصور :

مشاركة :