شهدت الأسابيع الماضية حراكاً ثقافياً واسعاً، قاده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بمشاركة غالبية الجامعات السعودية، يستهدف مكافحة «آفة التطرف الفكري»، إذ نظمت جامعة طيبة في المدينة المنورة برنامج «تبيان للحوار ووقاية الشباب من الفكر المتطرف». كما أعلنت جامعة الملك عبدالعزيز في جدة إنشاء ناد لـ«سفراء الوسطية»، يستهدف نشر الوسطية والاعتدال بين الطلبة. وأبدت جامعات ومؤسسات تعليمية أخرى رغبتها في التعاون مع المركز، لتبني مشاريع وبرامج مشابهة لما أنجزته جامعة طيبة. وتبنى المركز خلال العام الماضي قضية مواجهة الفكر المتطرف، من خلال الفكر والحوار البناء، ونظم لقاءات الحوار الوطني العاشر حول موضوع «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية»، وهو الموضوع الذي اتخذه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عنواناً لجولاته وورش عمله في جميع مناطق المملكة. وأتيحت فيه الفرصة لجميع شرائح المجتمع للمشاركة بوضع رؤيتها الوطنية لمكافحة التطرف، بعد أن تم تشخيص واقع التطرف وأسبابه وكيفية مواجهته. ولم يتوقف المركز منذ تأسيسه عن طرح موضوع التطرف وخطره على المجتمع، والشباب خصوصاً، وتهديده الوحدة الوطنية، سواءً أكان ذلك في اللقاءات الخاصة بالشباب، أم اللقاءات الوطنية، أم الخطاب الثقافي السعودي، ونظراً إلى ما تمر به المنطقة من ظروف أدت إلى تنامي ظاهرة التطرف وانتشار الإرهاب في المنطقة، نظم المركز خلال العام الماضي 1436 لقاءات تحضيرية في جميع مناطق المملكة طافت أرجاء الوطن، وصاحبها تنظيم ندوات ولقاءات حوارية في النوادي الأدبية والجامعات حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية. وشارك فيها نحو 1500 من العلماء، والدعاة، والمثقفين، وأساتذة الجامعات، والإعلاميين، والمختصين، والمهتمين في الشأن العام، والشباب، الذين يمثلون مختلف الأطياف الفكرية في المجتمع منها.
مشاركة :