قال الدكتور أحمد الدسوقي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن التسليم لأمر الله مرتبة قلبية إيمانية عالية، لا ينالها إلا المقربون، والحقيقة أن التسليم الأصل فيه المعرفة، فأي إنسان أيقن أن الله بيده كل شيء، وأنه على كل شيء قدير، وأنه يعلم كل شيء وهو رحيم يكون قد سلم أمره لله، مشيرًا إلى أن الله عز وجل خلقنا ليسعدنا في الدنيا والآخرة، وهذه المعلومات كخطوط رئيسية في الإيمان تدفعنا إلى التسليم.وأضاف "الدسوقي"، خلال لقائه مع الإعلامي حازم جلال، ببرنامج "المسلمون يتساءلون"، المذاع على قناة "المحور"، أن الإنسان كلما ازدادت معرفته بالله ازداد التسليم له، هو الخالق، البارئ، المصور، الرب، الإله، الحكيم، العليم، أسماؤه حسنى، صفاته علا، فحينما يكون الأمر إليه فالتسليم شيء طبيعي، أي يرتبط التسليم بقدر المعرفة، لو فرضنا أن أبًا تجرى له عملية جراحية، يوجد ابن صغير لم يتحمل هذا العمل الجراحي، أما الأكبر فيعلم أن العملية ناجحة، وستنتهي بالشفاء التام، لكن تحتاج إلى أربع أو خمس ساعات، فكلما ازداد عقل الإنسان ازداد تسليمه لله عز وجل.وأوضح أن الإيمان كلمة واسعة جدًا، لكن من درجاتها أن تستسلم لله عز وجل، ونحن في المصطلحات التقليدية عندنا إسلام، خضوع لمنهج الله، وعندنا إيمان، تصديق وإقبال، وعندنا إحسان، مشيرًا إلى أنك تعبد الله كأنك تراه، وسيدنا إبراهيم أسلم لرب العالمين، هذا الإسلام يأتي بعد الإسلام الأولي، والإيمان يأتي في قمة درجات الإيمان، فمن عرف الله استسلم له، ومن عرف رحمته وعلمه وحكمته، ومن عرف أسماءه الحسنى، فالإسلام محصلة لهذه المعرفة، وأصل الدين معرفة الله عز وجل.
مشاركة :