قبل عدة أعوام قام أغنى رجل في العالم بزيارة إحدى المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية، والتقى بالطلاب، وقدّم لهم محاضرة بعنوان (مهارات وأفكار لن تتعلّموها في المدارس)، وقد سعى بيل جيتس من خلال تقديمه لهذه المحاضرة إلى التأكيد بأن الخبرة والتجربة مهمّة في التعليم، مثلها مثل المناهج الدراسية. وقد تلخّصت محاضرته في تقديم عدد من النصائح المختلفة والمرتبطة بأهمية احترام المعلم وتقديره والحرص على أداء الواجبات المطلوبة منه، كما شملت تلك النصائح العمل على الاستفادة من الأخطاء، وبحث سبل التصحيح، والاعتماد على النفس في إنجاز الأعمال، واحترام الوالدين، مع الإشارة بأن هناك الكثير من المعوقات التي تعترض طريقنا ودورنا هو تجاوز تلك المعوّقات، وعدم الاستسلام لها مع أهمية احترام العمل أيًّا كانت طبيعته، والسعي لأن يكون الإنسان متفوقًا في المجال الذي هو فيه. هذه بعض الوصايا التي قدمها بيل جيتس لطلاب المدرسة، وهناك وصايا أخرى قد يكون بعضها صحيحًا وبعضها غير صحيح، غير أن الفكرة في الأساس أعتقد أنها مهمّة، وأنه يجب أن نسعى لتطبيقها في مدارسنا بإشراف وزارة التربية والتعليم ومتابعتهم، فالطلاب وفي بداية هذا الفصل الدراسي هم في أمسِّ الحاجة إلى أن يسمعوا من أصحاب الخبرات ما يساهم في إكمال ما يجدونه في الكتب، ويسمعونه من المعلمين، فقد يتأثر البعض من كلمة يسمعها من صاحب خبرة تكون نقطة تحوّل في حياته، بل إننا نسمع عن كثير من الناجحين أن سبب نجاحهم كان من خلال كلمة سمعوها في صغرهم من بعض أصحاب الخبرة. إن الجيل اليوم في حاجة ماسّة إلى متابعة وإرشاد وتوجيه من خلال طرق غير تقليدية تساهم في ارشاده إلى الطريق الصحيح، ولعل لقاء هؤلاء الطلاب ببعض أصحاب الخبرة الذين حققوا إنجازات ملموسة في تاريخ عملهم يساهم مستقبلاً في إيجاد قيادات جديدة نموذجية تقوم على بناء الوطن وتنميته. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :