العنف ضد الأبناء والطلاب | د. إبراهيم محمد باداود

  • 9/17/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت وسائل الإعلام مؤخرا عددًا من قصص العنف ضد الأطفال، فهذا أب يسلخ رأس ابنه لأنه رفض السرقة وذاك معلم يجلد أحد طلابه وغيرها من القصص، التي لا نعرف عنها فما ينشر ويعلن هو نسبة ضئيلة جدًا، مما هو على أرض الواقع. لا أعرف ما هو المشهد الذي يمكن أن يكون أكثر بشاعة من أن ترى طفلا صغيرا يضرب أو يجلد أو يعنف؟ للأسف أننا نرى هذا الفعل في مجتمعنا وبكثرة، ففي إطار الأسرة الواحدة يمارس العنف ضد الأطفال من قبل الأب أو الأم أو الإخوة، ولا يوجد هناك أي قانون أو عرف اجتماعي يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي، بل إن هذا العنف يستخدم من بعض الآباء بأنه وسيلة ضرورية لتربية الأبناء، مع التأكيد بأن هناك فرقا شاسعا بين الضرب التأديبي وبين العنف الجسدي، والذي يؤدي في معظم الأحيان إلى إصابات جسدية واضحة يضاف إلى ذلك العنف النفسي كالسب والشتم والحبس والتعذيب وغيرها من الأساليب المختلفة، والتي أصبح بعض الآباء يمارسها وكأنه متخصص في هذا المجال. الأسوأ من العنف المنزلي هو العنف المدرسي، فبعض الأطفال إن حماهم الله من العنف المنزلي فإنهم يقعون ضحية العنف المدرسي، وذلك على الرغم من أن المفترض أن تكون المدرسة هي المحضن التربوي الآمن، غير أن بعض المعملين يمارسون ممارسات خاطئة فيعمدون إلى الضرب المبرح كعقاب قاس قد يتسبب في رضوض أو كسور للأطفال، ولم نجد تجاه هذه الممارسات أي أنظمة أو قوانين أو حتى لوائح واضحة ومعلنة ضد من يمارس مثل هذه الأساليب من التعنيف ضد الطلاب. إن لم يكن لدى هؤلاء قلوب حية وضمائر يقظة تمنعهم من ممارسة مثل هذه السلوكيات البشعة فعلى الجهات المعنية أن تضع القوانين والأنظمة التي تحمي هؤلاء الأطفال من بطش هؤلاء الذين تجردوا من أي معنى للإنسانية، كما أن عليهم أن يحرصوا على تثقيف الأطفال بحقوقهم في التبليغ عن أي عنف يتعرضون له سواء كان منزليا أو مدرسيا للجهات المعنية. إن هذا الجيل أمانة في أعناقنا ومن ينشأ على العنف والضرب والشتم سيواصل نفس الأسلوب في كبره وآخر ما ينتظره المجتمع أن يجد جيلًا يحرص على العنف ولا يؤمن بالإنسانية. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :