كاليفورنيا في مأزق .. كبار نجوم قطاع التكنولوجيا يهجرون سيليكون فالي

  • 12/21/2020
  • 00:07
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قرر بعض من كبار النجوم في قطاع التكنولوجيا مغادرة سيليكون فالي، بدافع - خصوصا - من انتشار مبدأ العمل من بعد، جراء جائحة كوفيد - 19، وأيضا إثر خلافات سياسية مع مسؤولين في كاليفورنيا أدت إلى تراجع جاذبية الولاية لديهم. ومنذ ما قبل الجائحة، كان كثر في أوساط هذه الشركات يتذمرون إزاء الاختناقات المرورية الدائمة في كاليفورنيا وغلاء المعيشة الكبير في سيليكون فالي، وقد أتت موجات الجفاف والحرائق لتزيد حالات الانزعاج في هذه المنطقة الشهيرة في جنوب خليج سان فرانسيسكو. ووفقا لـ"الفرنسية"، من بين قادة الشركات الكبرى التي تخلت عن العمل في سيليكون فالي، إيلون ماسك رئيس "تيسلا"، وبيتر تييل وأليكس كارب مؤسسا "بالانتير"، كما أن بعض المجموعات آثرت نقل مقارها، بينها "أوراكل" و"هيوليت باكارد إنتربرايز" (إتش بي إي) اللتان انتقلتا إلى تكساس. وأوضحت "أوراكل" التي أُسست في سيليكون فالي سنة 1977 أخيرا، أن قرار الانتقال سينعكس إيجابا على نمو المجموعة، كما سيتيح مرونة أكبر للموظفين بشأن أماكن العمل وطريقته. أما "إتش بي إي" التابعة لشركة "هيوليت-باكارد" الموجودة تاريخيا في سيليكون فالي، فقد قالت "إن انتقالها إلى تكساس يرمي إلى الالتقاء مع الزبائن في أماكن وجودهم في تحولاتهم الرقمية خلال هذه المرحلة الاستثنائية". وقال روب إنديرلي المحلل المستقل المتخصص في شؤون التكنولوجيا المولود في كاليفورنيا والمقيم منذ أعوام في أوريجون "لطالما كان هناك خطر مع كاليفورنيا بأن يقول قسم وازن من الناس إن الولاية ليست بيئة ملائمة للأعمال بسبب عدم قدرة الناس على العيش فيها". كما أن ولايات عدة تحاول اجتذاب شركات التكنولوجيا متسلحة خصوصا بمعدلاتها الضريبية المنخفضة وتكلفة المعيشة الأدنى، ما يتيح للشركات تحسين أوضاعها التفاوضية. كذلك قال لاري إليسون أحد مؤسسي "أوراكل"، لموظفيه "إنه سينتقل إلى جزيرة في هاواي اشتراها قبل ثمانية أعوام تحمل اسم لاناي. تأتي هذه القرارات في ظل سماح عدد متزايد من شركات التكنولوجيا لموظفيها بالعمل من بعد بسبب الجائحة، ما يشجع على الاستغناء ولو مؤقتا عن مقار العمل التقليدية الشبيهة بالصروح الجامعية التي تشتهر بها سيليكون فالي. وأتاحت "تويتر" على سبيل المثال لموظفيها خيار العمل من بعد بصورة نهائية بلا أي حدود زمنية، كما أن مارك زوكربيرج رئيس "فيسبوك" عدّ نصف الموظفين في المنصة بإمكانهم العمل من بعد في الأعوام العشرة المقبلة. وأكد إيلون ماسك أنه ترك كاليفورنيا إلى تكساس بعد خلافات مع سلطات الولاية هذا العام بشأن جهوده للإبقاء على عمل مصنعه رغم تدابير الإغلاق. وبرر المستثمر صاحب المشاريع الطموحة للغاية قراره بالحاجة إلى أن يتابع من كثب اثنين من أكبر مشاريعه هما تطوير صواريخ شركته "سبايس إكس" في جنوب الولاية، وإنشاء مصنع لـ"تيسلا" قرب أوستن. لكن المحللة كارولينا ميلانيزي في "كرييتيف ستراتيجيز" تتساءل "كم من الأشخاص تتاح لديهم فرصة الانتقال للعيش على جزيرة خاصة؟"، محذرة من تصوير مغادرة البعض على أنه نزوح جماعي من سيليكون فالي. وتقول "لهؤلاء الأشخاص دوافع مختلفة بعضها سياسي". وفيما وُلدت شركات "بريكس" و"دروب بوكس" و"سبلانك" ونمت في منطقة سان فرانسيسكو، غادر مديروها المنطقة. وانتقلت مجموعة "بالانتير" العملاقة التي أنشئت في سيليكون فالي، إلى ولاية دنفر، كما نقل جو لونسدايل، وهو أحد مؤسسيها، شركته لرؤوس المال الاستثمارية من سان فرانسيسكو إلى أوستن، عازيا ذلك إلى أسباب ضريبية وسياسية. وكتب عبر "تويتر" الشهر الماضي "أوستن أكثر تساهلا بكثير من سان فرانسيسكو إزاء التنوع العقائدي، إنها فكرة جيدة عموما أن يكون هناك في الجوار أشخاص يساريون من حركة هيبيز على صعيد الثقافة والموسيقى والطعام وما إلى ذلك، لكن من الأفضل ألا تكون قيادة الولاية في يد هؤلاء". وفي 2018 أعلن المستثمر بيتر تييل أحد المستثمرين القلائل الداعمين لدونالد ترمب في سيليكون فالي، انتقاله إلى لوس أنجلوس. ومن الشائع لشركات سيليكون فالي التوسع إلى مناطق أخرى مع الإبقاء على صلاتها بكاليفورنيا، وفق المحلل بيتر مورهيد الذي يقول "هي تنقل فقط مقرها، لديها قاعدة خلفية في سيليكون فالي". وتوضح كارولينا ميلانيزي "لا أرى "أبل" أو "جوجل" تغادران قريبا سيليكون فالي"، محذرة من منحى آخر قد ينعكس سلبا على الولايات المتحدة ويتمثل في إقامة مراكز تكنولوجيا كبرى في الخارج في دول مثل الصين. وتشير المحللة إلى أن دولا أخرى تموّل البحوث والشركات الناشئة أكثر من الولايات المتحدة، كما تروج للتربية وتشجع على الابتكار.

مشاركة :