إلهام فاروق شبانة تكتب: للزوجية أسرار

  • 12/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رأيتها جالسة في لجنة الفتوى باكية ، قلقة ، خائفة ، نادمة ، نظراتها حائرة بين رجل يقف وينظر إليها بعين الحسرة والتأسف وفي يديه ولد وبنت يبكيان ، وبين امرأة أكبر منها سنًا وتشبهها كثيرًا ، وعرفت بعد ذلك أنها أمها ، فهمستُ إليها لما رأيتها في حالة يرثى لها وسألتها ماذا حل بكِ حبيبتي؟ وما سبب حزنك وبكائك ؟-قالت : أمي .صُدمت من إجابتها ، ثم قلت لها : لماذا؟-قالت : ألم يأمرنا الإسلام ببر الوالدين وطاعتهم ؟ قلت: نعم .-قالت : جلست معي أمي قبل زواجي بيومين ، ونصحتني فقالت لي ، أنتِ ابنتي وغاليتي ، لا أحد يخاف عليكِ مثلي فعاهديني ألا تُخفي علىّ سرًا وألا تعصي لي أمرًا ، فعاهدْتها على ذلك .-قلتُ لها : بئس النصيحة نصحتكِ ؟ وماذا كانت النتيجة ؟-قالت : تزوجت ١٠ سنين ما أخفيت عليها سرًا وما عصيت لها أمرًا .-سألتها وما النتيجة ؟-قالت : ها أنا الآن مطلقة ، وقال لي فضيلة المفتي بلجنة الفتوى أن هذه الطلقة الثالثة ولا تحلى لزوجكِ أبدًا حتى تتزوجي غيره فيطلقكِ بإرادته أو يموت عنكِ فتَرجعي لزوجكِ الأول .تشتت أسرتي تشردت أسرت ، ماذا أفعل الآن !انتهت حياتي مع زوجي وأمي السبب ….هذا نموذج حقيقي وواقعي نراه يوميًا في لجان الفتوى ، نتيجة الفهم الخاطيء لمفهوم الأمومة ومفهوم البر .فأقول لكل بنت أرادت حياة زوجية سعيدة ؛ نعم طاعتك لأمك واجبة وبرها واجب وعقوق الوالدين مُحرم في الإسلام ، ولكن في نفس الوقت يجب أن تعلمي أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين وأن إفشاء الأسرار الزوجية من أعظم الذنوب ويؤدي إلى غضب الله تعالى.وأقول لكل أم تريد السعادة لابنتها لا شك أن عاطفة الأمومة ومحبتك الزائدة لها تجعلك دائمًا ناصحة ومرشدة حكيمة لها وخاصة قد يكون عندك من الخبرة ما تفتقده ابنتك ولكن لا تتدخلي في حياتها إلا عندما يطلب منكِ ذلك للإصلاح والوعظ والإرشاد وإلا فلا ؛ لأن تدخلكِ في كل شئون حياتها قد يكون له آثار سلبية كثيرة ومن أعظم هذه الآثار ، أنه قد يتسبب تدخلك في حياة ابنتكِ إلى تطليقها وتَهدُم حياتها ، حين يرى زوج البنت أن أم زوجته هي الآمرة الناهية ، وأن أسرار بيته لم تعد أسرار.

مشاركة :