في نفس الوقت الذي يبذل فيه الأزهر الشريف جهودا جبارة لمحاربة التطرف والإرهاب ، وفي نفس الوقت الذي تسعى فيه لجنة الأخوة الإنسانية _ بكل ما أوتيت من قوة _ لتحقيق التعايش السلمي في أرقى صوره ، داعية إلى احترام الأديان وتقديرها. وفي نفس الوقت الذي يقوم فيه مجمع البحوث الإسلامية بعمل حملات توعوية لنشر صحيح الدين والتوصية بضرورة احترام الديانات الأخرى ، والتمسك بقوله تعالى : "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ "  (الكافرون :٦).   في نفس الوقت الذي نجد فيه أيادي تبني ، نجد أيادي أخرى تُخرّب وتُدمر وتوقع العداوة والبغضاء بين الناس ، بدعوى أنها حرية التعبير، وحسبنا الله ونعم الوكيل . أين حرية التعبير في حرق المصاحف ؛ يا من وصانا الإسلام باحترام مقدساتكم ؟ أين حرية التعبير في الإساءة لنبينا محمد ﷺ يا من جعل الله لنا ركنا من أركان الإيمان ؛ الإيمان بأنبيائكم . أين حرية التعبير في كتابة شعارات مسيئة للإسلام وللمسلمين يا من وصانا الإسلام باحترامكم واحترام مشاعركم وعدم إيذائكم . قال تعالى : "لايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة:٨) فلا نقول إلا ما يرضي الرب (إنا لله و إنا إليه راجعون ) على قلوب ماتت ، وأبصار عُميت ، وعقول أغلقت . إذا كنتم تظنون أنكم ستهدمون دين الإسلام بأفعالكم الخبيثة فللإسلام رب يحميه ،  ولن يتركم أعمالكم .