لا حرية مع الإرهاب - أمجد المنيف

  • 1/5/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا شيء، مهما كانت أهميته، يمكن أن يتساوى مع الاحتياج الأمني، لأن قائمة الأولوية تأتي بعد الأمن، التي لن تتحقق بدون أمن حقيقي، يغطي كافة الجوانب وتشعباتها. مع ضرورة الإشارة إلى أن الأهمية قد تختلف مع اختلاف الظروف، فالفرنسيون - على سبيل المثال - صوتوا بعد التفجيرات الأخيرة (مباشرة)، وبنسبة 70%، أن الأمن أهم من الحرية، تاركين خلفهم شعارات باريس الرومانسية، المتعلقة بالحريات والانفتاح، فقط لأنهم شعروا أن ذلك يهدد بقاءهم. من المهم جدا أن نشير إلى أن مصير أي شخص يسلب حياة شخص آخر، بطريقة متعمدة، هو الموت ولا سواه، مهما كانت الدوافع والتوجهات، وبغض النظر عن الديانة أو المذهب، وهو شيء رئيس يقره العقل، قبل الأديان والقوانين والإنسانية، فما بالك بمن يقتل، وينشر الرعب، ويعمل على زعزعة الأمن، وترويع الآمنين، بدوافع إرهابية، مرتكزا على شعارات كاذبة، ومنطلقات مشوهة، ودعم أحزاب ودول متطرفة. قبل أيام، قدمت الرياض رسالة للعالم أجمع، قبل أن تخاطب الداخل، بأن الوطن خط أحمر، بعدما ردت بقوة على كل المشككين، الذين طالما حاولوا - تصريحا وتلميحا - التقليل من إمكاناتها، ومدى قدرتها على التعامل مع ملف الإرهاب، وراحت تضرب بيد من قانون، لم تثنها الحرب، والتعقيدات السياسية في المنطقة، من أن تكون صارمة في التعاطي مع المجرمين، الذين تجرأوا على سيادة الدولة وأمنها. الإرهاب واحد، لا تختلف نتيجته باختلاف المذهب، ولذلك لا بد من أن تكون المحاسبة واحدة، فالمنطلقات لا أهمية لها طالما وجد، وهو الأمر الواضح في حكم القصاص من الإرهابيين ال47، فالسني والشيعي واحد تحت سقف العدل، وهو الأمر الذي أوقع المزايدين في مأزق، الذين ينطلقون من رؤى شخصية أنانية، وطالما وظفوا القضايا العامة لمصالحهم، بطريقة انتهازية، لكنهم صعقوا بالإعلان، الذي أحرج زيفهم وكذبهم. البعض، ينطلق من وجهة نظره الشخصية، متجاهلا أو جاهلا أنه لا حياد ولا وجهات نظر فيما يتعلق بالحقوق، فطالما هناك متضررون، أطفال وشيوخ ونساء، وممتلكات عامة، قبل أن يكون الوطن، فلا محاباة أو مجاملة، فالشيء الوحيد المشروع للإرهابيين هو المحاكمة العادلة، وهو الأمر الذي تم بشفافية عالية، وبحضور الإعلام، بل إن الحكومة تكفلت بالترافع عمن لا يستطيع الدفاع عن نفسه، من خلال توفير محامٍ له.. لذلك لا فلسفة ولا شعارات، ولا منطلقات حقوقية كاذبة، لتمرير مشروعات أخرى. فالمتعاطف مع أي قاتل يحتاج للنظر، فربما يخفي مشروعات إرهابية! وأخيرا.. القرارات كبيرة، في شتى شؤون الحياة، تحتاج للإدارات القوية. ونحن كذلك، وأقوى والسلام..

مشاركة :