دخلت تركيا مرة أخرى، الجمعة، على خط الأزمة الليبية، التي شهدت قبل يومين تبادل اتهامات بتحشيدات عسكرية بين قوات حكومة الوفاق والجيش الليبي.فقد أفادت صحيفة المرصد الليبية بهبوط طائرتي شحن عسكريتين تركيتين من طراز A400، قادمتين من قاعدة في أنقرة بقاعدتي مصراتة والوطية.أتى ذلك بعد أن لوح قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، مساء الخميس بالعودة إلى السلاح ما لم تنسحب القوات التركية ومرتزقتها من البلاد، ما يشي باحتمال العودة إلى القتال، وسقوط الهدنة والتقدم الذي حققته المفاوضات الأخيرة بين الطرفين برعاية أممية.المشير خليفة حفتر تحدث، خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاستقلال البلاد، عن أن المواجهة العسكرية مع الأتراك باتت قريبة، وذلك بعدما حشدت أنقرة الميليشيات والمعدات.وأكد حفتر أن أنقرة هي الطرف الذي يصر على الحرب، مدفوعة بالأوهام التوسعية القديمة، والأطماع في السيطرة على حقول النفط وموانئ التصدير.كما دعا الليبيين، أفرادا وجماعات وعسكريين، إلى التكاتف والتخندق، خلف غاية واحدة، وهي طرد المحتل التركي من الأراضي الليبية. وتواترت أنباء عن أن أرتالا كبيرة من المليشيات مدعومة بالأسلحة والمعدات الثقيلة تقوم بالإعداد لحرب كبيرة، في وقت عزز الجيش التركي وجوده على الأراضي الليبية، من خلال السيطرة على القواعد العسكرية في الوطية ومعيتيقة ومصراتة، في الشرق الليبي.تلك التحركات الميدانية ليست بعيدة عن مصادقة البرلمان التركي على تمديد المهمات العسكرية للقوات الموجودة في البلد الغني بالنفط، 18 شهرا إضافيا، بداية من يناير المقبل.ويخالف التدخل التركي العسكري المباشر والمعلن في ليبيا جميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومقررات مؤتمر برلين، وجميعها تعلن أنقرة علانية الالتزام بها، وتخرقها علانية أيضا.وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا، في منصف ديسمبر، كل المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى مغادرة الأراضي الليبية، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه.
مشاركة :