السياسة الخارجية التركية بين العُزلة والواقعية

  • 8/25/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

السياسي التركي السيد/ أرشد هورموزلو كتب مقالاً في صحيفة الحياة في الثامن من أغسطس وكان عنوانه «السياسة التركية بحاجة إلى براغماتية أخلاقية» وكانت رسالة المقال أن تركيا بحاجة إلى سياسة أقل إيدلوجية وأكثر واقعية مع جيرانها العرب وهذا سيخلق لتركيا جواً مفعماً بالصداقة والود مع العرب بشرط احترام قرار أية مجموعة أو شعب في ما ينتهجه وعدم التدخل في شؤون الآخرين». السيد هرموزلو وهو -التركماني المتخرج من جامعة بغداد والذي أصبح ما بين سنوات 2007-2014 مستشار الرئيس التركي السابق عبدالله غول للشؤون العربية -منح صحيفة حرييت التركية مقابلة مطولة تحدث بصراحة عن وضع السياسة الخارجية التركية وعلاقاتها مع الجوار خلال الأعوام الأخيرة وقال: إن أنقرة بحاجة ملحة إلى إعادة ترميم نفسها؛ إذ لا يمكن لتركيا أن تعيش وحيدة فسياستنا الخارجية تحتاج إلى ترميم وإصلاح جدي. وكما تعلمون فروبينسون كروزو بقي لوحده في الجزيرة لمدة 20 عاما، وكان وحيدا باستثناء آخر ثلاث سنوات منها. وفي هذه السنوات الثلاث، كان هناك رجل إلى جانبه أطلق عليه اسم «جمعة»، وتركيا اليوم لا يجب أن تبقى في الجزيرة لوحدها مثل روبنسون كروزو لمدة 20 عاما. وجمعة-تنا اليوم تحاول الفرار من الجزيرة!.. السيد هرموزلو والذي عاش ما يقارب ربع قرن في الخليج ويعتبر من أهم جسور تنمية العلاقات العربية التركية أكد أن موقف الحزب الحاكم من الربيع العربي كان موقفاً إيديولوجياً. فما فعلته تركيا هو أنها قامت بالاستثمار والمراهنة على بعض الشرائح لاعتقادها أنها «ستصل إلى السلطة لا محالة» وأضاف: «الأهم، أن تنظر تركيا إلى نفسها في المرآة لترى الأخطاء التي ارتكبتها. لا يمكننا أن نصحح أخطاءنا إلا إذا رأيناها على حقيقتها. يجب ألا نُصر على التمسك بالأخطاء». وفيما يتعلق بالعلاقات مع الإعلام العربي قال «قبل عشر سنوات، كان الإعلام العربي يكتب ما يُقارب العشر مقالات شهريا بحق تركيا، وكان 95% منها لصالح توثيق العلاقات مع تركيا أما اليوم فيُكتب ما يقارب الـ30-40 مقالة شهريا لكن غالبها ضد السياسات التركية الحالية» وأرجع السبب أن تركيا كانت تلجأ في الماضي إلى الحوار مع كل من ينتقدها، والإلتقاء معه، وكانت تحاول أن تشرح له مواقفها، أما اللسان الذي تتحدث به هذه المقالات العربية اليوم فلا يعبر عن مواقف الحكومات من تركيا بل هو ترجمة فعلية للمواقف الإعلامية والشعبية. وكان من المفترض أن تكون تركيا في نظرهم دولة جميلة وصديقة وليس كالبعبع المُخيف. و«كان علينا لتحقيق ذلك أن ننظر إلى بعض الأمور من نافذة واحدة». الأمين العام لملتقى الحوار التركي-العربي قال فيما يخص الوضع الحالي مع المحيط العربي بناء علاقات ممتازة مع الجميع لا يحتاج بالضرورة إلى أن نكون جميعنا على نفس الرأي والفكر. ويجب أن نمضي باتجاه إقامة علاقات ودية وصديقة مع الاحتفاظ بحق الاختلاف فيما بيننا. يمكن أن تكون هناك عملية ترميم الذات وتصحيح للأخطاء ذلك أن المصالح القومية التركية هي فوق كل شيء. خلال هذا الأسبوع سيتم رسمياً تأكيد قرار إعادة الانتخابات البرلمانية في الأول من نوفمبر، وهي بالنسبة لحزب العدالة والتنمية «مقامرة ومغامرة» فعدم الحصول على الأغلبيّة البرلمانية سيعني دخول الحزب وتركيا أوقاتاً صعبة في ظل وضع اقتصادي حيث الليرة التركية فقدت ما يقارب 9 بالمائة مقابل الدولار خلال شهر، ويزيد من ذلك قلقاً الوضع الأمني في البلاد فالمناطق ذات الغالبية الكردية عادت للاشتباكات بين القوات الأمنية وعناصر حزب العمال الكردستاني، وهناك خسائر يومية. تركيا تتعرض لأيام صعبة وسط شحن نفسي واستقطاب حاد وتنتظر أياما صعبة ومصيرية وأصحاب القرار فيها بحاجة للاستماع لنصائح المُخلصين من أبنائها وأصدقائها في الخارج.

مشاركة :