تلفزيونات المناطق وآمال معقودة

  • 12/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل ما يزيد على الأربعين عاما خلت لم يكن هناك بث موحد للتلفزيون السعودي، حيث كانت هنالك ست محطات تلفزيونية تبث برامجها لتلك المناطق وهي الرياض وجدة والدمام والقصيم والمدينة المنورة وأبها. ثم تعاقب افتتاح المحطات في بقية المناطق بشكل متلاحق تقدم من خلالها العديد من البرامج التي تنتج بالمحطات بجهود ذاتية وبأفكار إبداعية حيث ترسخت في أذهان المشاهدين حينها الكثير من تلك البرامج ومسمياتها إضافة إلى ما تبثه من أخبار خاصة لتلك المناطق وبعد عام 1400 بدأ توحيد البث التلفزيوني لجميع مناطق المملكة من محطة الرياض، وكان بالفعل حدثا مميزا استطاع التلفزيون ومن خلال البث الموحد أن يوصل أخباره وتقاريره ومواده المهمة إلى كل بقعة من هذا الوطن الكبير في نفس اللحظة وهذا سهل كثيرا في وصول المعلومة والخبر في الوقت المناسب. وأخذت المحطات تغذي المقر الرئيس بالعديد من البرامج المباشرة والمسجلة إضافة إلى التقارير اليومية ولكن لعدم وجود مساحة كافية في خارطة البث اليومي كانت هنالك صعوبات كبيرة في بث العديد من المناسبات والتقارير هذا عوضا عن تلاشي تقديم البرامج من مختلف المناطق ثم مع مرور الزمن وتعدد قنوات التلفزيون السعودي أضحت المحطات الفرعية في كافة المناطق لا تقدم شيئا عدا التقارير الإخبارية أو تقارير بعض البرامج المحدودة. وقد تحدث وزير الإعلام الأسبق تركي الشبانة عن توجه وزارة الإعلام نحو إعادة تفعيل محطات المناطق وذلك لأن الهدف من المشروع تغطية أحداث كل منطقة ونقل فعالياتها واهتمامات الناس والبحث عن المواهب والإمكانات، ونشر التنافس بين المحطات في المدن المختلفة من هذا الوطن العزيز. ولا شك أن هذه الخطوة من الأهمية بمكان فهي تعيد التنافس بين المحطات وتعيد الحياة الإعلامية في المحطات الفرعية وتمنح التواجد والحضور للكادر البشري الذي يعمل بها وتفعل التقنيات الحديثة في تلك المحطات وتوجد فرص عمل للكثير وتظهر العديد من الموهوبين في المجال الإعلامي بكافة تخصصاته والذين ينتظرون فرصة الظهور متى ما أتيحت لهم الفرصة والمساحة. وهي تعد رافدا مهما للحركة الإعلامية التي تشهدها المملكة ونقطة إشعاع للعالم حول ما وصلت له تلك المناطق من تطور ورقي في كافة الجوانب وتسلط الضوء على العديد من المعطيات التنموية والحضارية والفكرية والسياحية في تلك المناطق بشيء من التفصيل وتستطيع أن تنقل مناسبات ومهرجانات المناطق السنوية المتلاحقة بكل تفاصيلها، هذا عوضا عن ما تقدمه من نشرات إخبارية محلية لأخبار المناطق المتعددة فيطلع الكل على ما يحدث في جزئيات الوطن الحبيب بشكل يومي. ومن الضرورة بمكان الانضمام وقت نشرات الأخبار الرئيسة إلى المحطة الرئيسة في الرياض لربط الوطن بكل ماهو جديد من أخبار محلية عاجلة ودولية مهمة. إن فكرة إعادة المحطات التلفزيونية للمناطق إن عادت وهو ما يترقبه ويطلبه الكثير ستكون رافدا مهما في سماء الإعلام السعودي وستعطي كل أبعاد الوطن المختلفة حقها في البروز والظهر لتحكي للعالم أجمع قصة نجاحات يومية متسارعة تروى على ثرى هذا التراب الطاهر.

مشاركة :